الثلاثاء، ١٧ أكتوبر : القدّيس يوحنّا السُّلَّميّ
إنّ الصلاة، من حيث طبيعتِها، هي حوارُ الإنسان مع الله واتّحادِه به، أمّا من حيث فعاليّتها، فهي حفاظٌ على العالم، ومصالحتُه مع الله. هي جسرٌ فوق التجارب، وحصنٌ أمام الضِّيقات، وهي انقراض الحروب، والفرح الآتي، والنَّشاط الّذي لا يتوقّف أبدًا، ونبع النِعم، ومُعطِيَةُ المواهب، وازدهارٌ لا منظور، وغذاء النفس، واستنارة الرُّوح، والفأس الّتي تقطع اليأس. هي طردُ الحزن، والحدّ من الغضب، ومرآة التقدّم، وتجلّي مقياسِنا، واختبار حالة نفسنا، وكشف الأشياء المستقبليّة، وإعلان المجد المؤكّد. تحلّى بشجاعةٍ كبيرة، فيكون الله نفسه معلّم صلاة لكَ. إذ إنّه مِن المستحيل أن تتعلّم أن ترى بالكلمات، لأنّ النظر هو من فعل الطبيعة. لذلك يستحيلُ أيضًا أن تتعلّم جمال الصلاة عبر تعليم الآخرين. فالصلاة تتعلمّها حين تصلّي والله معلّمها، هو الّذي يعلّم الإنسان العلم…، والّذي يمنح الصلاة لمَن يصلّي، ويباركُ حياة الصدّيقين.
maronite readings – rosary.team