الثلاثاء، ١٨ أبريل : القدّيس غريغوريوس الكبير
لقد أصبحت مريم [المجدليّة] شاهدة على رحمة الله؛ نعم مريم هذه التي…أراد فرّيسي أن يكسر اندفاعها الحنون: “لو كانَ هذا الرَّجُلُ نَبِيّاً، لَعَلِمَ مَن هِيَ المَرأَةُ الَّتي تَلمِسُه وما حالُها: إِنَّها خاطِئَة” (لو 7: 39). لكن دموعها محت شوائب جسمها وقلبها؛ لقد ارتمت على طريق مخلّصها تاركةً طرق الشرّ. جَلَسَت عِندَ قَدَمَي الرّب يسوع تَستَمِعُ إِلى كَلامِه (راجع لو 10: 39). ضمّته بذراعيها عندما كان حيًّا؛ وراحت تبحث عنه حين مات. ووجدته حيًّا، ذلك الذي بحثت عنه ميتًا. وجدت فيه نعمًا كثيرة، حتى حملت بنفسها البشرى للرُّسل، رسل الله! ماذا نرى هنا أيّها الأخوة سوى الرحمة اللامتناهية لخالقنا الذي يعرض في كلّ مكان أمثلة لخطأة يتوبون، لكي يُحيي ضمائرنا. أنظر إلى بطرس، أنظر إلى اللص، أتأمّل بزكّا وبمريم [المجدليّة] ولا أرى فيهم جميعًا سوى نداءات للرجاء والتوبة. هل يلامس الشكّ إيمانكم؟ تذكّروا بطرس الذي بكى جُبنه بكاء مريرًا. هل يتقّد قلبكم غضبًا على قريبكم؟ تذكّروا اللص الذي تاب وسط نزاعه وورث الثواب الأبدي. هل يجفّف البخل قلبكم؟ هل سرقتم مال غيركم؟ تأمّلوا زكّا الذي أعاد أربعة أضعاف كلّ ما أخذه من أي شخص كان. هل كنتم ضحّية شهوة ما وففقدتم طهارة الجسد؟ أنظروا إلى مريم [المجدليّة] التي طهّرت حبّ الجسد بنار المحبّة الإلهيّة. نعم، إن الله القدير يقدّم لنا في كلّ مكان أمثلة وعلامات عن رحمته. لنمقت إذًا خطايانا، حتى القديمة منها. فالله القدير مستعدّ أن ينسى ما اقترفناه من شر، وهو حاضر ليرى توبتنا كالبراءة. نحن الذين بقينا مدنّسين بعد مياه الخلاص، فلنولد ثانية من خلال دموعنا… إن مخلّصنا سيعزّي دموعًا ذرفتموها في يوم، بفرحه الأبدي.
maronite readings – rosary.team