الثلاثاء، ١٨ يناير : البابا فرنسيس
إن بشارة بطرس والرسل لم تكن قائمة فقط على الكلمات، بل إنّ الأمانة للرّب يسوع المسيح كانت تمس حياتهم، تلك الحياة التي كانت تتغير، وتقبل اتجاهًا جديدًا، فكانوا يقدمون بحياتهم شهادةً خاصة للإيمان وللبشرى بالرّب يسوع المسيح… إن هذا صالحٌ أيضًا للجميع: فالإنجيل يجب أن يُبشر به ويُشهد له. ينبغي على كل واحدٍ أن يسأل نفسه: كيف أشهد أنا للمسيح عبر إيماني؟ هل لدي شجاعة بطرس والرّسل الآخرين للتفكير، وللاختيار وللعيش كمسيحي، طائعًا لله؟ بالطبع، إنّ لشهادة الإيمان أشكالاً متعدّدة، كما أن اللوحة الكبيرة بها العديد من الألوان والظلال؛ غير أن كُل واحد منها مهم، حتى ذاك الذي لا يظهر. ففي تدبير الله العظيم كل تَفْصِيل هو مهم، وأيضا الشّهادة الصغيرة والبسيطة الخاصة بك، والخاصة بي، حتى تلك الشهادة المخفيّة والخاصّة بمن يعيش ايمانه ببساطة في حياته اليومية عبر علاقات الأسرة، والعمل، والصداقة. هنالك قديسون لكل الأيام، قديسو “الخفاء”… هم نوع من “طبقة القداسة المتوسطة”، والتي يمكننا جميعا المشاركة فيها. ولكن في العديد من بقاع العالم هناك أيضًا من يتألم، كبطرس والرسل، بسبب الإنجيل؛ هناك من يقدم حياته ثمنَ أمانته للرّب يسوع المسيح، عبر شهادةٍ موسومةٍ بثمن الدم. فلنتذكر هذا جيِّدًا جميعنا: لا يمكننا التبشير بإنجيل الرّب يسوع من دون شهادة الحياة الملموسة. فمن يسمعنا ويرانا يجب أن يقرأ في افعالنا ما قد سمعه من فمنا فيعطي مجدًا لله! يَحضر لذهني الآن النصيحة التي كان يقدمها القديس فرنسيس الأسيزي لإخوانه: “اكرزوا بالإنجيل، وإن كان ضروريا، افعلوا هذا أيضا عبر الكلمة!”.
maronite readings – rosary.team