الثلاثاء، ١ مارس : القدّيس قِبريانُس
قبل أيّ شيء آخر، لم يشأ الرّب يسوع، مُعَلِّم السَّلام وسيّد الوحدة، أن تكون الصلاة فرديّة وخاصّة، فيُصَلّي كلّ واحد منّا لنفسِهِ فقط. فنحن لا نقول: “أبي الذي في السماوات”، كما أنّنا لا نقول: “أعْطِني خُبزي كفافَ يومي”. فمَن يصلّي لا يطلبُ شيئًا له وحده، كما أنّه لا يطلبُ من الله أن يُنجّيه لوحدِهِ من التجربة ومن الشرّير. فبالنسبة إلينا، تكون الصلاة مشتركة وجماعيّة، وحين نصلّي إنّما نَتَضرّعُ لا لفردٍ واحدٍ، بل للجميع، لأنّنا كلّنا واحد. لقد أرادَ إله السَّلام وسَيِّد الوئام، الذي علَّمَ الوحدة، أن يُصلّي كلّ واحد منّا للجميع، تمامًا كما حَمَلَ هو العالم كلّه لوَحدِهِ. وقد اختبرَ الشبّان اليهود الثلاثة قدرة الصلاة هذه حين كانوا محتجزين في أتُّون النّار (راجع دا 3: 51). وبعد صعود الربّ إلى السماء، بدأ الرُّسل والتلاميذ يصلّون بهذه الطريقة: إذ “كانوا يُواظِبونَ جميعًا على الصلاة بِقَلبٍ واحدٍ، مع بَعضِ النِّسوَةِ ومَريَم أمِّ يسوع ومع إخوَتِه” (أع 1: 14). فكانوا يُواظِبون على الصلاة بقلبٍ واحدٍ؛ ومن خلال تقواهم وحبّهم المتبادل، كانوا يَشهَدون على أنّ الله الذي يُسكِنُ في منزلٍ واحدٍ أشخاصًا مُتّفِقين، لا يَقبلُ في منزلِهِ السماويّ إلاّ الذين توحَّدَتْ نفوسُهم بالصلاة (راجع مز 68[67]: 7). أيّها الإخوة الأحبّاء، حين ندعو الله “أبانا”، يجب أن نعلَمَ بأنّه يفترض بنا التصرّف كأبناء لله؛ وإن كنّا نفرح بصفَتِنا أبناء لله، يجب أن يفرحَ هو أيضًا بصفَتِنا أبناءَه.
maronite readings – rosary.team