الثلاثاء، ٢٠ يونيو : الطوباويّ يوحنّا هنري نِيومَن
إنّ الملائكة يعتنون بنا فعليًّا في الكنيسة؛ قيل لنا إنّهم “أرواحٌ مُكَلَّفونَ بِالخِدمَة، يُرسَلونَ مِن أجلِ الذينَ سَيَرِثونَ الخَلاص” (عب 1: 14). ليس هناك من مسيحيّ مهما كان متواضعًا إلاّ ولديه ملائكة يخدمونه، إذا كان يعيش بالإيمان والحبّ. مهما كانوا كبارًا، وعظماء، وأطهارًا ومدهشين، فإنّ رؤيتهم وحدها قد ترمينا أرضًا، كما حدث للنبيّ دانيال (دا10: 9)، غير إنّهم “خدّام مثلنا” (رؤ 19: 10) ومرافقينا في العمل. يسهرون علينا؛ يدافعون عن الأكثر تواضعًا بيننا، إذا كنّا نحيا في الرّب يسوع المسيح. فإذا كانوا ينتمون إلى عالمنا اللامنظور، فذلك يعود إلى حُلم أبينا يعقوب (راجع تك 28: 10) … لم يكن يتوقّع أنّ يكون هناك أيُّ شيء رائع حيث كان نائمًا! كان مكانًا كما كلّ الأمكنة، مكانًا موحدًا وغير مريح؛ مع ذلك كم كانت الحقيقة مختلفة! لم يكن يعقوب يرى سوى العالم المنظور؛ لم يكن يرى العالم اللامنظور؛ ومع ذلك، فإنّ العالم اللامنظور كان موجودًا. كان موجودًا، مع أنّ يعقوب لم يدرك ذلك فورًا، لكن تمّ الإيحاء بهذا العالم له بطريقة خارقة للطبيعة. فقد رآه في الحلم: “فإذا سُلَّمٌ مُنتَصِبٌ على الأرض ورأسُه يُلامِسُ السَّماء، وإذا مَلائِكَةُ اللهِ صاعِدونَ نازِلونَ علَيه، وإذا الربُّ واقِفٌ بالقُربِ مِن يَعقوب”. كان هذا كان العالم الآخر: يتكلّم عنه الناس وكأنّه غير موجود الآن، إنّما بعد الموت فقط. لا، إنّه موجود الآن، حتّى لو كنّا لا نراه؛ إنّه بيننا وحولنا. هذا ما أُظهِر ليعقوب؛ كانت الملائكة حوله، حتّى لو لم يدرك ذلك. وما رآه يعقوب في الحلم، رآه آخرون أيضًا… وسمعوا به كما رعاة الميلاد. هذه الأرواح المغبوطة تسبّح الله نهارًا وليلاً. ونحن، في حالتنا، نستطيع الاقتداء بهم.
maronite readings – rosary.team