الثلاثاء، ٢٢ أغسطس : القدّيس يوحنّا بولس الثاني
في نهاية عمل الخلق كلّه يرتبط “يوم السبت” – وهو اليوم السابع الذي باركه الله وقدّسه – ارتباطًا مباشرًا بعمل اليوم السادس الذي فيه خلق الله الإنسان “على صورته ومثاله” (راجع تك 1: 26). هذا الرَّباط الوثيق بين “يوم الله” “ويوم الإنسان” لم يغب عن بال الآباء عندما تأمّلوا رواية الخلق في الكتاب المقدّس. ويقول القدّيس أمبروسيوس في هذا الصدد: “إنّي أشكر الربّ إلهنا الذي خلق خلقًا استراح من بعده! لقد خلق السماء، ولكنّني لا أقرأ أنّه استراح من بعد ذلك. خلق الأرض ولكنّني لا أقرأ أنّه استراح. خلق الشمس والقمر والنجوم، وهنا أيضًا لا أقرأ أنّه استراح، ولكنّني أقرأ أنّه خلق الإنسان وحينئذٍ استراح وقد أصبح لديه من يغفر له خطاياه”. وهكذا أصبح “يوم الله” مرتبطًا إلى الأبد مباشرة “بيوم الإنسان”. عندما يقول الله في وصيّته: “اذكر يوم السبت لتقدّسه”، يجب ألاّ نتصوّر أنّ الراحة التي فرضها الله لتكريم النهار المكرَّس لها هي وصيّة ثقيلة على كاهل الإنسان، بل عون يمكّنه من الإقرار بعلاقته الصميمة والمحرّرة بالخالق وبدعوته إلى المساهمة في عمله تعالى وتقبّل نعمته. عندما يكرّم الإنسان “استراحة الله”، يعود ويكتشف ملء ذاته. وهكذا ينكشف لنا يوم الربّ ممهورًا في الصميم بالبركة الإلهيّة (راجع تك 2: 3)، ومزوّدًا بقوّة هذه البركة، على غرار الناس والحيوانات (راجع تك 1: 22-28)، بنوع من البركة والخصب. هذا “الخصب” قوامه خصوصًا أنّ السبت ينعش الزمان نفسه ويكثّفه ويُفيض على الإنسان، من خلال ذكر الله الحيّ، فرح الحياة والرغبة في إعطاء الحياة وإنمائها.
maronite readings – rosary.team