الثلاثاء، ٢٤ أكتوبر : القدّيس بطرس خريزولوغُس
ما إن رأى الله أنّ العالم قد ارتعد من الخوف، أظهر له حبّه ليقوده إليه، ونعمته ليدعوه، وعطفه ليغمره به. عندما حصل الطوفان، دعا الله نوح ليخلق عالمًا جديدًا، وشجّعه بكلماته العذبة، ومنحه ثقته المألوفة، وكشف له الحاضر بطيبة وواساه بنعمته بشأن المستقبل. كما شاركه في أعماله ووضع في سفينته بذور العالم أجمع لكي يلغي حبُّ تحالفه الخوفَ من القلوب… ثمّ نادى الله إبراهيم من بين الأمم، وسبّح اسمه وجعله أبًا للمؤمنين. رافقه في الطريق، وحماه في الغربة وأفاض عليه الثروات، وكرّمه بالانتصارات وأقنعه بوعوده، وأبعده عن الظلم، وواساه بحسن ضيافته وأدهشه بولادة غير منتظرة ليجذبه هذا الحبّ الإلهي برقّة، فيتعلّم أن… يعبد الله بحبّ، لا بخوف. في وقت لاحق، واسى الله يعقوب الهارب من خلال الأحلام. عند عودته، تحدّاه في القتال، وخلال المعركة، عانقه بذراعيه كي يحبّ أب المعارك ويتوقّف عن الخوف منه. ثمّ دعا موسى وكلّمه بمحبّة الأب ليدعوه إلى تحرير شعبه. في كلّ هذه الأحداث، عانقت شعلة المحبّة الإلهيّة قلب البشر الذين بدأوا يرغبون في رؤية الله بعيونهم البشريّة. فالحبّ يبقى ناقصًا إن لم يرَ المحبوب. ألم يعتبر القدّيسون أنّ ما مُنح لهم بقي ناقصًا طالما لم يروا الله بعد؟ فلا يفكّرنّ أحد بعد الآن في أنّ الله أخطأ حين جاء إلى العالم بصورة إنسان. لقد تجسّد بيننا لكي نراه بعيوننا البشريّة.
maronite readings – rosary.team