الثلاثاء، ٢٦ سبتمبر : القدّيس رافاييل أرناييز بارون
يا لها من طُرقٍ مُعوّجة تلك التي يجب أن نسلكها حتى نصِل إلى البساطة!… ففي أحيانٍ كثيرة إن لم نمارس الفضيلة فمردّ ذلك إلى طبيعتنا المعقّدة التي ترفض البساطة. وفي أحيانٍ كثيرة أيضًا نعجز عن فهم العظمة التي تكمن في فعل البساطة! ونحن نفتّش عن الكبير في الأمور المعقدّة ونفتّش عن عظمة الأمور في تعقيدها… يا ربّ، كم يبدو لي من الصعب عيش الفضيلة والحياة الداخلية! حسنًا ليس الأمر أنني أتمتّع بالفضيلة أو أن معرفتي حول الربّ وحياة الرُّوح واضحة شديدة الوضوح، لكنني رأيت أننا نصل إلى هذه المعرفة تحديدًا باتخاذ الطريق المعاكس، أي من خلال بساطة القلب ونقاوة الرُّوح… نعم، حقًا. فتحقيق الفضيلة لا يتطلّب تحضير خطّة مهنيّة أو التركيز على دراسات مطوّلة، بل كلّ ما نحتاج هو فعل الإرادة البسيط؛ فالإرادة البسيطة غالبًا ما تكون كافية. لماذا إذًا لا نتمتّع بالفضيلة أكثر؟ لأننا لسنا بسطاء؛ لأننا نعقّد رغباتنا؛ لأن كل ما نريد يُمسي صعبًا بسبب ضعف إرادتنا. فهذه الأخيرة تلحق ما يحلو لها وما يبدو لها موائم وما هو غير ضروري وغالبًا الأهواء غير المنضبطة… إذا أردنا أن نكون قدّيسين، سنكون قدّيسين، وأن يكون المرء مهندسًا لأصعب من أن يكون قدّيسًا.
maronite readings – rosary.team