الثلاثاء، ٢٦ نوفمبر : فيلوكسين المَنبِجيّ
تعالوا إليّ وأنا أريحكم… لقد تذوّقتم طريق العالم، فتذوّقوا الآن طريقي، وإذا لم ترق لكم، ستعودون أدراجكم. لقد حملتم أعباء هذا العالم الثقيلة، وشعرتم بمدى ثقلها: اقتنعوا و”احملوا نيري” عليكم. ستتعلّمون من خلال التجربة كم أنّ “نيري لَطيفٌ وحِملي خَفيف”. لن أجعل منكم أولئك الأثرياء الذين يحتاجون إلى أشياء كثيرة، ولكنّكم ستكونون أثرياء حقيقيّين لا يحتاجون إلى شيء. لأن الغنيّ ليس هو مَن يملك الكثير، إنّما مَن لا ينقصه شيء. فعندي، مَن يتخلّى عن كلّ شيء، يصبح غنيًّا… ولكن إن كنتم تسعون إلى إشباع رغباتكم، فلا بدّ أنّها ستجعلكم تعانون الجوع. فالجوع يعزّزه تناول الطعام، وكلّما ازداد الغنيّ ثراءً، كلّما اشتدّ الفقر عليه. كلّما تكدّست الأموال عنده، كلّما ازدادت رغبته في تكديسها؛ وكلّما حصلنا على المال، كلّما تفاقمت رغبتنا في الحصول على المزيد… تعالوا إذاً إليّ، أنتم يا مَن تعبتم من الثراء، واستريحوا في الفقر. تعالوا، يا أسياد الخيرات والممتلكات، وتمتّعوا بنكهة التخلّي. تعالوا، يا أصدقاء العالم الفاني، وتذوّقوا نكهة العالم الأبدي. لقد اختبرتم عالمكم الذي تعيشون فيه: اختبروا عالمي أنا الآن. اختبرتم أموالكم، فاشعروا الآن بفقري. ثروتكم هي مجرّد ثروة؛ أمّا فقري، فهو الثروة الحقيقيّة. ليس بالأمر المهمّ أن يُطلَق على الثروات اسم ثروات، لكن ما يثير الإعجاب هو أن يكون الفقر هو الثروة، وأن يكون التواضع هو العظمة.
maronite readings – rosary.team