الثلاثاء، ٢٧ يونيو : القدّيس أوغسطينُس
أتريد بلوغ تلك الحياة حيث تصبح دائمًا بمأمن عن الخطأ؟ مَن لا يريد ذلك؟… كلّنا نريد الحياة والحقيقة. ولكن كيف يمكن بلوغ ذلك؟ وأيّ درب نسلك؟ لم تنتهِ رحلتنا بعد، لكنّنا نرى النهاية منذ الآن… نحن نطمح إلى الحياة وإلى الحقّ. إنّ الرّب يسوع المسيح هو كلاهما. ما هو السبيل إليه؟ لقد قال: “أنا الطريق”. إلى أين يقودنا؟ “أنا الحقّ والحياة” (راجع يو 14: 6). هذا ما أحبّه الشهداء؛ لهذا السبب بالتحديد، تجاوزوا حبّ المقتنيات الأرضيّة؛ لا تندهشوا أمام شجاعتهم؛ فقد تغلّب فيهم الحبّ على الألم… لنسِر على خطاهم وأنظارنا ثابتة على مَن هو قائدنا وقائدهم؛ فإنّ كنّا نرغب في بلوغ سعادة قصوى كهذه، علينا ألاّ نخشى من سلوك الدّروب الصعبة. إنّ ذاك الذي قطع علينا هذا الوعد صادقٌ حقًّا؛ إنّه وفيّ ولا يمكنه أن يخدعنا… ولِمَ الخشية من درب الألم والعذابات الصعبة؟ إنّ الرّب يسوع المسيح بذاته قد مرّ فيه. وإذ بك تجيب: “لكنّه المخلّص!” اعلم إذًا بأنّ الرُّسل سلكوا ذلك الدّرب أيضًا. فتُجيب مجدّدًا: “كانوا رسلاً!”. أعرف ذلك. لا تنسَ أنّ عددًا كبيرًا من الرجال مثلك سلكوا ذلك الدرب بدورهم…؛ ومن النساء أيضًا…؛ ومن الأطفال، ومن الشابّات. فكيف يكون ذلك الدرّب صعبًا بعدما وطئه هذا العدد من المارّة وجعلوه سهلاً؟
maronite readings – rosary.team