الثلاثاء، ٢٨ ديسمبر : الطوباويّ غيريك ديغني
“قومي اْستنيري فإِنَّ نورَكِ قد وافى ومَجدَ الرَّبِّ قد أَشرَقَ علَيكِ” (إش60: 1)، كن مباركًا، أيّها النّور “الآتي باْسمِ الرَّبِّ!… الرَّبّ هو اللهُ وقد أَنارَنا” (مز 118[117]: 26-27). لقد أنارنا بحنانه هذا اليوم الّذي تقدّس بنور الكنيسة. ولهذا نشكرك، أيّها “النُّورُ الحَقّ الَّذي يُنيرُ كُلَّ إِنْسان آتِياً إِلى العالَم” (يو 1: 9)، والّذي، لهذا تحديدًا، أتى إلى العالم آخذًا صورة إنسان. أشرقت أورشليم أمّنا (راجع غل 4: 26)، أمُّ كلِّ من استحقّوا أن يكونوا مُشرقين؛ غير إنّها تشرق في الوقت عينه على جميع أولئك الّذين في العالم. نشكرك، أيّها النور الحقيقيّ، الّذي “رُفع على منارة”، وهو مصنوعٌ من ذهبٍ خالص (راجع مت 5: 15، خر25: 31). ها هي قد أصبحت “مدينة قائمة على جبل” (راجع متّ 5: 14)… لكي يشّع إنجيلها إلى أبعد ما تمتدّ ممالك العالم… لك يا الله، يا من تنير جميع الأمم، نحن أنشدنا: “الربّ آتٍ، سينير عيون خدّامه”. الآن وقد أتيت يا نوري: “أنر عينيَّ لئلَّا أنام نومة الموت” (مز 12: 4)… لقد أتيت، يا نور المؤمنين، واليوم أعطيتنا الفرح لكي نكون مستنيرين بالإيمان، الّذي هو مصباحنا. أعطنا أيضًا الفرح حين نرى ما بقي من ظلماتنا مستنيرًا… ها هو الطريق الّذي يجب تأخذيه، أيتّها النفس الأمينة، لكي تَصِلي إلى البلد حيث يكون “الديجور كالظهر” (راجع إش 58: 10) “واللَّيلُ يُضيءُ كالنَّهار” (مز139[138]: 12). “حينَئذٍ تَنظُرينَ وتَتَهَلَّلين ويَخفُقُ قَلْبكِ وَينشَرِح”(إش 60: 5)، عندما تمتلئ كلّ الأرض من عظمة هذا النور الّلامتناهي “وعلَيكِ يَتَراءَى مَجدُه” (إش 60: 2)… “هَلُمُّوا يا بَيتَ يَعْقوب لِنَسِرْ في نورِ الرَّبّ” (إش 2: 5). إذًا نمشي كأبناء الإيمان “ونَزدادُ مَجْدًا على مَجْد، وهذا مِن فَضْلِ الرَّبِّ الَّذي هو روح”. (2كور 3: 18).
maronite readings – rosary.team