الثلاثاء، ٢٨ يونيو : القدّيس غريغوريوس النيصيّ
إنّ حقيقة استطاعة الله الكلّيّ القدرة الانحدار إلى تواضع حالة الإنسان تبرهن عن عظمته أكثر ممّا تبرهنه روعة العجائب الفائقة الطبيعة. في الواقع، عندما تُتِمّ القدرة الإلهيّة عملاً سامي العَظَمة، يكون هذا العمل مطابقًا وموافقًا لطبيعة الله… وبالعكس، إنّ انحدار الله إلى وضاعتنا هو، نوعًا ما، تعبير عن قدرة فائقة لا يُعيقها أبدًا ما هو مُضاد لطبيعتها… لا وسع السماوات، ولا لمعان النجوم، ولا نظام الكون، ولا تناغم المخلوقات، يمكنها أن تكشف قدرة الله الرائعة مثلما تكشفها رحمته الّتي جعلته ينحدر إلى ضعف طبيعتنا… تَظْهَرُ طيبة الله وحكمته وعدالته وقدرته في أحكامه تجاهنا: فالطيبة تبان في حيث أن “ابْنَ الإِنسانِ جاءَ لِيَبحَثَ عن الهالِكِ فيُخَلِّصَه” (لو 19: 10)؛ أمّا الحكمة والعدالة فتظهران في طريقة خلاصه لنا؛ أمّا قدرته فتبدو جليّة في حقيقة أنّ الرّب يسوع المسيح “صارَ على مِثالِ البَشَر” (في 2: 7) وامتثل لتواضع طبيعتنا.
maronite readings – rosary.team