الثلاثاء، ٢٩ أغسطس : لانسبيرج الكرتوزيّ
إنّ موت الرّب يسوع المسيح كان أساسًا لجماعةٍ لا تُحصى من المؤمنين. وبقوّة الرّب يسوع نفسه، كما بفضل طيبته، وموت شهدائه الكريم وأصفيائه ولِدَ عددٌ كبيرٌ من المسيحيين. في الواقع، لا يمكن مطلقاً أن يتلاشى الإيمان المسيحيّ من خلال اضطهاد الطغاة وموت الأبرياء غير المبرّر: إنّما، وعلى العكس من ذلك، فقد جذبت المسيحيّة في كلّ مرّةٍ نموًّا كبيرًا. لدينا مثالاً في القدّيس يوحنّا، الذي عَمَّد الرّب يسوع المسيح، والذي نعيّد اليوم استشهاده المقدّس. إن هيرودس، هذا الملك غير الأمين، أراد أن يكون أمينًا لقَسَمِه فقرّر أن يمحي تمامًا من ذاكرة الناس ذكرى يوحنّا. بيد أنّ هيرودس لم يستطع أن يَمحو ذكرى يوحنّا فحسب، بل إنّ آلاف البشرالتهبوا بمَثَلِ ذلك القدّيس، وقبلوا الموت بغبطةٍ لأجل العدالة والحقيقة… فأيّ مسيحيّ، مستحق هذا الإسم، لا يكرّم اليوم يوحنّا، معمّد المسيح؟ إنّ المسيحيّين في كلّ مكانٍ في العالم يحيون ذكره، وجميع الأجيال تنادي به طوباويًا وفضائله تملأ الكنيسة من عطره. فيوحنّا لم يحيَ لذاته ولم يمُت لذاته.
maronite readings – rosary.team