الثلاثاء، ٢٩ أكتوبر : القدّيس أوغسطينُس
“لأَنَّه آتٍ آتٍ لِيَدينَ الأَرْض. يَدينُ الدّنيا بِالبِرّ والشُّعوبَ بأمانَتِه” (مز 96[95]: 13). أيّ برّ وأيّة أمانة؟ “حينَئذٍ يُرسِلُ مَلائكَتَه ويَجمَعُ الَّذينَ اختارَهم مِن جِهاتِ الرِّياحِ الأَربَع” (مر 13: 27)؛ “فيُقيمُ الخِرافَ عن يَمينِه والجِداءَ عن شِمالِه” (مت 25: 33). أيّ أمر أكثر عدلاً وأكثر أمانة من هذا؟ أولئك الذين لم يمارسوا الرحمة قبل مجيء الديّان، لن ينتظروا الرحمة منه. أمّا أولئك الذين مارسوا الرحمة، “فلن يُحكَم عليهم (لو 6: 27)، لأنّه قال للّذين أقامهم عن يمينه: “تعالَوا، يا مَن بارَكَهم أَبي، فرِثوا المَلكوتَ المُعَدَّ لَكُم مَنذُ إِنشاءِ العَالَم” (مت 25: 34)، وخصّهم بأعمال الرحمة: “لأَنِّي جُعتُ فأَطعَمتُموني، وعَطِشتُ فسَقَيتُموني” (مت 25: 35)، وكلّ ما ورد بعد ذلك. هل يصير الديّان غير عادلٍ معك لأنّك لست عادلاً؟ وهل تكون الحقيقة كاذبة لأنّك كذبت؟ إن أردت أن يكون الديّان عادلاً معك، عليك أن تكون عادلاً قبل مجيئه. اغفرْ لمَن أخطأ إليك وأعطِ ما لك بوفرة… أعطِ ما نلته منه: “فأَيُّ شَيءٍ لَكَ لم تَنَلْه؟” (1كور4: 7). هذه هي التضحيات المقبولة لدى الله: الرحمة والتواضع والامتنان والسلام والمحبّة. إن عملنا بها كلّها، سننتظر بكلّ ثقة مجيء الديّان الذي “يَدينُ الدّنيا بِالبِرّ والشُّعوبَ بأمانَتِه”.
maronite readings – rosary.team