الثلاثاء، ٢٩ مارس : القدّيس فرنسيس دي سال
إن لكلّ السّفن بوصلة تدلّ إبرتها الممغنطة دائمًا إلى النّجم القطبي وكيفما اتّجهت السّفينة فإن إبرة البوصلة لا تنفك تشير إلى اتجاه الشّمال. هكذا، فإن نفسنا تنظر دائمًا إلى خالقها الّذي يشكّل “اتجاه الشّمال” بالنّسبة لها… فإذا أردتم أن تركبوا بحر هذا العالم الهائج فلا تغيّروا من أجل ذلك لا شراعًا، ولا ساريةً، ولا مرساةً، ولا ريحًا. اتخذوا الرّب يسوع المسيح لكم كهدف وليكن صليبه سارية سفينتكم وعلى هذا الصّليب تنشرون قراراتكم كما لو كانت هي الشّراع؛ ولتكن مرساتكم الثقة العميقة به وانطلقوا في السّاعة المناسبة. ولتنفخ ريح الإلهامات السّماوية على الدّوام في شراع مركبكم لتوصلكم بسعادة إلى مرفأ الحياة الأبديّة… فلو انقلب كلّ شيء رأسًا على عقب، ولا أقول هذا عن الأشياء الّتي تحيط بنا فقط، إنما أتكلّم عمّا في داخلنا أيضًا أعني إذا كانت نفسنا حزينة أو سعيدة، تعيش بسلام أو تعيش باضطراب، أو كانت في النّور أو الظلام، في التّجربة أم في الرّاحة…. في كل تلك الأحوال يجب أن نوجّه قلبنا ونفسنا وإرادتنا (التّي تشكّل هي بوصلتنا) نحو حب الله بشكل دائم.
maronite readings – rosary.team