الثلاثاء، ٣٠ يناير : القدّيس خوسيه ماريا إسكريفا دي بالاغير
ملء العالم بالنور، والتحوّل إلى ملح ونور: بهذه الكلمات وصف الربّ مهمّة تلاميذه. نشر الخبر السارّ عن محبّة الله حتّى أقاصي الأرض. هذا ما يجب أن يكرّس جميع المسيحيّين حياتهم من أجله، بطريقة أو بأخرى. سأذهب إلى أبعد من ذلك. يجب أن تتملّكنا الرغبة في عدم البقاء لوحدنا، بل يجب أن نشجّع الآخرين على المساهمة في هذه المهمّة الإلهيّة التي تتضمّن إدخال الفرح والسلام إلى قلب البشر. قال القدّيس غريغوريوس الكبير: “بقدر ما تتطوّرون بأنفسكم، اجذبوا الآخرين نحوكم؛ فلتتملّككم هذه الرغبة في اكتساب الأصدقاء على طريقكم نحو الربّ”. لكن تذكّروا أنّه “بينما الناس نائمون”، ظهر زارع الزؤان فجأة، كما قال الربّ في أحد أمثاله (مت 13: 25) نحن البشر معرّضون لترك نعاس الأنانيّة والسطحيّة يجتاحنا، ولترك قلبنا يتشتّت نتيجة ألف اختبار سريع الزوال، وإلى التهرّب من البحث بعمق عن المعنى الحقيقي للوقائع الأرضيّة. إنّه لأمر محزن هذا النعاس الذي يخنق كرامة الإنسان ويجعله عبدًا للحزن! يجب إذًا إيقاظ أولئك الذين اجتاحهم هذا النعاس المضرّ؛ يجب تذكيرهم بأنّ الحياة ليست لعبة، بل كنزًا إلهيًّا يجب استثماره. يجب أيضًا دلّ أولئك الذين يتمتّعون بالإرادة الطيّبة وبالرغبات الحميدة على الطريق، لكنّهم لا يعرفون كيفيّة تطبيق ذلك. لقد حثّنا الرّب يسوع المسيح بقوله: على كلّ شخصٍ منكم أن يكون، ليس رسولاً فحسب، بل رسولاً للرسل الّذي يدرّب الآخرين ويشجّعهم هم أيضًا على معرفة المسيح. (راجع 2كور 5: 14)
maronite readings – rosary.team