الثلاثاء، ٣١ أكتوبر : القدّيس أوغسطينُس
كان ربّنا مثالاً لا يُقارن للصبر: لقد تحمّل وجود “شيطانٍ” بين تلاميذه حتّى آلامه (راجع يو 6: 70). لقد قال: “…مَخافةَ أَن تَقلَعوا ٱلقَمحَ وَأَنتُم تَجمَعونَ ٱلزُّؤان، دَعوهُما يَنبُتانِ مَعًا إِلى يَومِ ٱلحَصاد” (مت 13: 29-30). أعلن مسبقًا أنّ الشبكة، الّتي ترمز إلى الكنيسة، ستُرجِع إلى الضفّة، أي إلى نهاية العالم، جميع أنواع الأسماك، الجيّدة والسيّئة. لقد أفهمنا، بواسطة طرق أخرى عدّة، إمّا علنًا أو بواسطة الأمثال، أنّه سيكون هنالك دائمًا خليطٌ من الأبرار والأشرار. لكنّه أكّد أنّه يجب السهر على نظام الكنيسة عندما قال: “إذا خطئ أخوكَ، فاذهبْ إليه وانفردْ به ووبّخْه. فإذا سمعَ لكَ، فقد ربحتَ أخاك” (مت 18: 15). لكنّنا نرى اليوم أناسًا لا يأخذون بعين الاعتبار سوى المبادئ القاسية، ويأمرون بقمع المشاغبين، وبعدم “إعطاء الكلاب ما هو مقدّس”، “وبالتعامل مثل العشّار” مع ذاك الّذي يحتقر الكنيسة، وببتر العضو الذي يشكّل حجر عثرة من الجسد (راجع مت 7: 6؛ 18: 17؛ 5: 30). حماسهم المفرطة تربك الكنيسة إلى حدّ أنّهم يريدون اقتلاع الزؤان قبل الأوان، وعماهم يجعلهم أعداء وحدة الرّب يسوع المسيح… فلنحذر من السماح لهذه الأفكار الوقحة بالدخول إلى قلبنا، ومن محاولة الابتعاد عن الخطأة لئلاّ نتدنّس نتيجة التقرّب منهم، ومن محاولة تشكيل قطيع من التلاميذ الأنقياء والقدّيسين. هذا سيؤدّي إلى وضع حدّ للوحدة بحجّة عدم معاشرة الأشرار. على العكس، فلنتذكّر أمثلة الكتاب المقدّس، وكلامه الموحى، وأمثاله الواضحة، حيث يظهر لنا أنّ الأشرار سيبقون دائمًا مختلطين مع الأخيار في الكنيسة، حتّى نهاية العالم ويوم الدينونة، بدون أن تكون مشاركتهم بالأسرار مسيئة للأخيار، طالما لم يشارك هؤلاء بخطاياهم.
maronite readings – rosary.team