الثلاثاء، ٣١ مايو : القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم
“فقالَ الجَمعُ الذي كان حاضرًا وسَمِعَ الصوت: إنّه دَوِيُّ رَعْد”. وكان الصوت جليًّا، ومعنى هذه الكلمات سهل الفهم، لكنّها لم تتركْ إلاّ انطباعًا غامضًا لدى أصحاب الأذهان الفظّة والماديّة والغليظة. لم ينتَبِهْ البعض إلاّ للدويّ الذي أحدَثَه الصوت، فيما لاحظَ البعض الآخر أنّه كان صوت كلمات لكنّه عَجِزَ عن فهم معناها، وقد أشارَ إليهم الإنجيليّ حين أضافَ: “وقالَ آخرون: إنّ ملاكًا كلَّمَه.أجابَ يسوع: لم يَكنْ هذا الصوتُ لأجلي بل لأجلِكُم”. لم يَنطَلقْ هذا الصوت ليُخبِرَ المخلِّص بما كان يعرفُه أصلاً، بل ليَمنحَ المعرفة للذين كانوا يحتاجون إليها. وكما أنّ هذا الصوت لم يَنطَلقْ لأجله بل لأجلنا، كذلك لم يَسمحْ لنفسِهِ أن تَضطَربَ لأجله بل لأجل معرفتنا. لقد سُمِعَ صوت الآب ليُجيبَ إلى ما كانوا يقولونَه باستمرار: إنّ يسوع المسيح ليس من الله لأنّه كيف يمكن لله أن يمجِّدَ مَن لا يأتي من الله؟ هكذا، ترون أنّ كلّ الأعمال المتَّسِمَة بالتواضع إنّما صُنِعَت لأجل الإنسان، لا لأجل الإبن الذي لم يكن يحتاج إليها على الإطلاق.
maronite readings – rosary.team