الثلاثاء، ٥ نوفمبر : القدّيس قِبريانُس
يا إخوتي، مَن هو المخادع والغضوب في حبّه للفتنة وللشقاق، لكي يفكّر في إمكانيّة التشكيك، لا بل ويتجرّأ شخصيًّا على اقتسام وحدة الله، ولباس الربّ، وكنيسة المسيح؟ (راجع يو 19: 24). ألم يذكر الربّ في إنجيله هذا التحذير: “فيَكونُ هُناكَ رَعِيَّةٌ واحِدة وراعٍ واحِد”؟ (يو 10: 16). هل يفكّر أحد بعد في أنّه في مكان واحد، يمكن وجود أكثر من راع وأكثر من رعيّة؟ انظروا كيف أوصانا الرسول بولس بهذه الوحدة أيضًا: “أُناشِدُكُم، أَيُّها الإِخوُة، باِسمِ رَبِّنا يسوعَ المسيح، أَن تقولوا جَميعا قَولاً واحِداً وأَلاَّ يَكونَ بَينَكُمُ اختِلافات، بل كُونوا على وِئامٍ تامّ في رُوحٍ واحِدٍ وفِكرٍ واحِد (1كور 1: 10)… مُحتَمِلينَ بَعضُكُم بَعضًا في المَحبَّة ومُجتَهِدينَ في المُحافَظَةِ على وَحدَةِ الروحِ بِرِباطِ السلام” (أف 4: 2-3). وأنتم، هل تنوون البقاء واقفين، والعيش- إذا تخلّيتم عن الكنيسة- لتقيموا في مكان آخر، ولتُبعِدوا عنها بيتكم؟ ألم يُكتَبْ عن الفصح في سفر الخروج أنّ الحمل (الذي ترمز التضحية به إلى تقدمة الرّب يسوع المسيح نفسه) يجب أن يؤكل في بيت واحد؟ (خر 12: 46). لا يمكننا أن نرمي خارجًا جسد المسيح، جسد الربّ المقدّس، كما لا نستطيع رمي لحم الحمل. إذًا، لا يوجد بالنسبة إلى المؤمنين، بيت آخر سوى الكنيسة الواحدة؛ هذا البيت، مكان الفكر الواحد، حدّده الرُّوح القدس على ما أوحى في المزمور 122[121]: “تَوقَّفَت أقدامُنا في أبوابِكِ يا أورَشَليم. أورَشَليمُ المَبنِيَّةُ كَمدينةٍ في وَحدَةٍ مُتَماسِكة”. ففي بيت الله، في كنيسة الرّب يسوع المسيح، تسكن القلوب في وَحدَةٍ مُتَماسِكة، وتستقرّ في الوئام والبساطة.
maronite readings – rosary.team