الثلاثاء، ٦ أغسطس : القدّيس لاوُن الكبير
أراد الرّب يسوع أن يسلّح تلاميذه بقوّة كبيرة في النفس وبثبات يسمحان لهم بحمل صليبهم الخاصّ بدون خوف، رغم فظاعته. أرادهم أيضًا ألاّ يخجلوا من آلامه، وألاّ يعتبروا عارًا الصبر الّذي سيخضع به لآلام قاسية، بدون أن يفقد شيئًا من مجد قوّته. “فَمَضى يسوعُ بِبُطرُسَ ويعقوبَ ويوحَنَّا فانفَرَدَ بِهِم وَحدَهم على جَبَلٍ عالٍ”، وأظهر لهم هناك بهاء مجده. حتّى لو أنّهم فهموا أنّ العظمة الإلهيّة كانت فيه، كانوا لا يزالون يجهلون القوّة التي يحملها هذا الجسد الحاجب الألوهة… أظهر الربّ إذًا مجده في حضرة شهود كان قد اختارهم، ونشر على جسده، الشبيه بكلّ الأجساد الأخرى، بهاء ساطعًا، “فأَشَعَّ وَجهُه كالشَّمس، وتَلألأَت ثِيابُه ناصِعَةَ البَياض”. لا شكّ في أنّ هدف هذا التجلّي كان خاصّةً إزالة عار الصليب من قلب تلاميذه، وعدم زعزعة إيمانهم بسبب ذلّ آلامه الإراديّة…، لكنّ هذا التجلّي كان يؤسّس في كنيسته الرجاء الّذي من شأنه أن يساندها. وهكذا يفهم جميع أعضاء الكنيسة، التي هي جسده، أنّ هذا التحوّل سيتمّ فيهم يومًا، لأنّ الأعضاء موعودون بالمشاركة في المجد الّذي أشرق في الرأس. والربّ نفسه قال في كلامه عن عظمة مجيئه: “الصِّدِّيقونَ يُشِعُّونَ حِينَئذٍ كالشَّمْسِ في مَلَكوتِ أَبيهِم” (مت 13: 43). والرّسول بولس أكّد من جهته: “أَرى أَنَّ آلامَ الزَّمَنِ الحاضِرِ لا تُعادِلُ المَجدَ الَّذي سيَتَجَلَّى فينا” (رو 8: 18)… وكتب أيضًا: “لأَنَّكم قد مُتُّم وحَياتُكم مُحتَجِبةٌ معَ المسيحِ في الله. فإِذا ظَهَرَ المسيحُ الَّذي هو حَياتُكم، تَظَهَرونَ أَنتُم أَيضًا عِندَئِذٍ معَه في المَجْد” (كول 3: 3-4).
maronite readings – rosary.team