الثلاثاء، ٧ نوفمبر : القدّيس غريغوريوس النيصيّ
إنّ الرّب يسوع المسيح، بعد أن أعطى تلاميذه القدرة الكاملة، وهبّ كلّ النِّعَم لقدّيسيه في صلاته إلى الآب، مضيفًا إليها أهمّ نعمة، ألا وهي نعمة أن يكونوا واحدًا من خلال اتّحادهم بالنعمة الوحيدة الفريدة. وهكذا يكون من خلال “وَحدَةِ ٱلرّوحِ بِرِباطِ ٱلسَّلام… فَهُناكَ جَسَدٌ واحِدٌ وَروحٌ واحِد، كَما أَنَّكُم دُعيتُم دَعوَةً رَجاؤُها واحِد” (أف 4: 3-4). “فَلْيكونوا بِأَجمَعِهم واحِدًا: كَما أَنَّكَ فِيَّ، يا أَبَتِ، وأَنا فيك، فَلْيكونوا هُم أَيضًا فينا، لِيُؤمِنَ العالَمُ بِأَنَّكَ أَنتَ أَرسَلتَني” (يو 17: 21). ورباط هذه الوحدة هو المجد: فلنسمّي الرُّوح القدس مجدًا، ولن يختلف على ذلك كلّ مَن ينصت بعناية إلى كلام الرب: “وَأنا وَهَبتُ لَهم ما وَهَبْتَ لي مِنَ المَجْد” (يو 17: 22). في الحقيقة، لقد أعطاهم هذا المجد حين قال: “خُذوا الرُّوحَ القُدُس” (يو 20: 22). لقد نال الرّب يسوع هذا المجد الذي كان في كلّ حين لديه “قَبلَ أَن يَكونَ العالَم” (يو 17: 5)، عندما اتّخذ طبيعتنا البشريّة. وهذه الطبيعة، عندما تمّ تمجيدها من قِبل الرُّوح القدس، فإنّ كلّ من يشترك في هذه الطبيعة قد وصل إليه مجد هذه الطّبيعة، بدءًا بالتلاميذ. ولهذا قال الرّب يسوع: “وَأنا وَهَبتُ لَهم ما وَهَبْتَ لي مِنَ المَجْد، لِيَكونوا واحِدًا كما نَحنُ واحِد” (يو 17: 22).
maronite readings – rosary.team