الثلاثاء، ٧ يونيو : القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم
أضاف المخلّص قائلاً: “إِنَّ اللهَ رُوح فعَلَى العِبادِ أَن يَعبُدوهُ بِالرُّوحِ والحَقّ”. لم يكن السامريّون يهتمّون كثيرًا بنفوسهم، بل على العكس كانوا يهتمون كثيرًا بالجسد الذي كانوا يستخدمون كافّة الوسائل لتطهيره. علّم ربّنا تلك السامريّة أنّه ليس بتطهير الجسد بل بتطهير ما هو غير جسدي فينا يسعنا أن نقدّم عبادة تليق بالله غير الجسدي. وأيضًا، عندما علّم ربّنا أنّ الله الذي هو روح يجب عبادته بالرُّوح، فقد أراد بذلك أن يعرّفنا إلى حريّة عبّاده الحقيقيّين وعلمهم، ومنتهى عبادتهم بحسب أقوال الرسول: “حَيثُ يَكونُ رُوحُ الرَّبّ، تَكونُ الحُرِّيَّة” (2كور 3: 17). يجب العبادة في الحقّ، لأنّ طقوس الشريعة القديمة لم تكن سوى شكليّة، مثل الختان والمحرقات وتقدمة البخور؛ أمّا الآن، فقد أصبح كلّ شيء حقيقة. كما أضاف قائلاً: “وبالحقّ”، لأنّ هنالك الكثير من الهراطقة الذين يتوهّمون أنّهم يعبدون الله بالرُّوح، فيما هم يكوِّنون أفكارًا خاطئة عن ألوهيّته. كما يمكننا القول إنّ الربّ أراد أن يبيّن هنا قسمين من الحكمة المسيحيّة بشكل موضوعي، أي العمل والتأمّل؛ يعبّر الرُّوح عن الحياة الفاعلة بحسب قول الرسول: “إِنَّ الَّذينَ يَنقادونَ لِرُوحِ الله يَكونونَ أَبناءَ اللهِ حَقًّا” (رو8: 14). إنّ الحقيقة هي الرمز للحياة التأمليّة.
maronite readings – rosary.team