الثلاثاء، ٩ أبريل : القدّيس بِرنَردُس
إنّ حاسّة السّمع هي الوحيدة الّتي يمكنها الوصول إلى الحقيقة، لأنّها الحاسةّ الّتي بإمكانها سماع كلمة الله… قال الرّب (لمريم المجدليّة): “لا تُمسِكيني”، أي لا تتّكلي بعد الآن على حواسّك الخادعة، بل ارتكزي على كلامي واعتادي على الإيمان. إن الإيمان لا يمكن أن يُخطئ، إذ إنّه يفهم الأشياء الخفيّة ولا يكترث إلى قصور الحواس. إن الإيمان يتخطّى حدود المنطق البشري، واستخدامات الطّبيعة وأطراف الاختبارات (العلميّة). لماذا تريدين أن تتعلّمي من عينيكِ ما لا تستطيعان معرفته؟ ولماذا تصرّ يداكِ على تَلمُّسِ ما لن تستطيع بلوغه أبدًا؟ إنّ ما تستطيع عيناكِ ويداكِ أن تتعلّمانه منّي هو بالشّيء القليل. إن على إيمانك أن يتكلّم عنّي دون انتقاصٍ من جلالي؛ تعلّمي أن تؤمني بيقينٍ أكبر وأن تتبعي بثقة ما يقوله إيمانكِ لكِ. قال الرّب: “لا تُمسِكيني، إِنِّي لم أَصعَدْ بَعدُ إِلى أَبي” وكأنّه عليه أو إنه يستطيع أن يُلمَس بعد صعوده: نعم بكل تأكيد، فإنّه بالإمكان لمسه إنّما بالقلب فقط وليس باليدين، بالشّوق والرّغبة وليس بالعينين، بالإيمان وليس بالحواس. “لماذا تريدين إمساكي الآن…”؟ ألا تذكرين حين كنت لا أزال في الجسد البشريّ الفاني أن أعين تلاميذي لم تستطع تحمل مجد جسدي المتجلّي (راجع مت 17: 1-8) وهذا الجسد كان سيموت؟ إنّي أعطيكِ هذه النعّمة مرّة أخرى بأن أجعلكِ ترينني “مُتَّخِذًا صُورةَ العَبْد” (في 2: 7) غير أن مجدي سوف يبعدني عنك منذ الآن فصاعدًا… أجّلي إذًا حُكمَكِ… واتركي للإيمان المجال بإيضاح هذا السرّ الكبير… من أجل أن تستحقّي لمسي، عليك أن تتأمّلي بي “جَالسًا عَن يَمينِ الله” (مر 16: 19 + مز 110[109]: 1)، ليس بحالة التّنازل الّتي كنت أعيشها إنّما بحالة جسدي الممَجَّد. إنّه الجسد نفسه إنّما بمظهرٍ مختلف. لماذا بحالتي “البشعة”؟ انتظري أن تستطيعي إمساكي في حالة الجمال.
maronite readings – rosary.team