الجمعة، ١٠ نوفمبر : إسحَق النجمة
كما أنّ رأسَ الإنسان وجسدَه يكونان إنسانًا واحدًا بذاتِه، كذلك ابن العذراء وأعضاؤه، أي المختارون، يكونون إنسانًا واحدًا بذاتِه وابن إنسانٍ واحد. فالكتاب المقدّس يتكلّم عن الرّب يسوع المسيح الكامل. نعم، إنّ الأعضاءَ كلَّها تشكِّل جسدًا واحدًا وهذا الجسد بدورِه يُكَوِّن مع الرأس ابنَ الإنسان الوحيد الذي يُكَوِّنُ، مع ابن الله، ابن الله الوحيد الذي بدوره يُكَوِّنُ مع الله إلهًا واحدًا. هكذا، يكون الجسمُ بأكملِه مع رأسِه ابن الإنسان وابن الله، وبالتالي يكون الله. عندئذٍ، نفهمُ الكلمة التالية: “فَلْيكونوا بِأَجمَعِهم واحِداً: كَما أَنَّكَ فِيَّ، يا أَبَتِ، وأَنا فيك فَلْيكونوا هُم أَيضاً فينا لِيُؤمِنَ العالَمُ بِأَنَّكَ أَنتَ أَرسَلتَني” (يو17: 21). لذا، ووفقًا للتأكيد المتكرِّر في الكتاب المقدّس، فإنّه ما من جسدٍ بدون رأس وما من رأسٍ بدون جسد، كما أنّ لا رأس وجسد بدون الله. فهكذا يكون الرّب يسوع المسيح كاملاً… هكذا، يستطيعُ جميعُ المؤمنين، أعضاء الرّب يسوع المسيح الروحيّين، القول إنّهم مثله حقًّا، أي إنّهم أبناء الله وبالتالي الله. لكنّ ألوهيّة المسيح التي هي من طبيعتِه، هي لهم بكونِهم شركاء؛ فالمسيح إله بالملء، في حين أنّهم نالوا الألوهيّة بالمشاركة. باختصار، إذا كان المسيح ابن الله طبيعيًّا، فإنّ أعضاءَه يصبحون أبناء الله… بالتبنّي، وفقًا لما قاله القدّيس بولس: “لم تَتلَقَّوا روحَ عُبودِيَّةٍ لِتَعودوا إِلى الخَوف، بل روحَ تَبَنٍّ بِه نُنادي: أَبًّا، يا أَبَتِ!” (رو 8: 15). هذا الرُّوح “قَد مَكَّنَهم أَنْ يَصيروا أَبْناءَ الله” (يو1: 12)، كي يتعلّموا أن يقولوا وفقًا لتعليم “الابن البكر لإخوة كثيرين” (راجع رو 8: 29): “أبانا الذي في السماوات” (مت 6: 9).
maronite readings – rosary.team