الجمعة، ١٠ يناير : القدّيس يعقوب السروجيّ
“ولَمَّا نَزَلَ موسى مِن جَبَلِ سيناء… لم يَكُنْ يَعلَمُ أَنَّ بَشَرَةَ وَجهِه قد صارَت مُشِعَّةً مِن مُخاطَبَةِ الرَّبِّ لَه، فرأَى هارونُ وجَميعُ بَني إِسْرائيلَ موسى، فإِذا بَشَرَةُ وَجهِه مُشِعَّة، فخافوا أَن يَقتَرِبوا مِنه، فدَعاهم موسى، فرَجَعَ إِلَيه هارونُ وجَميعُ زُعماءِ الجَماعة، فكَلَّمَهم…. ولَمَّا انتَهى موسى مِن مُخاطَبَتِهم، جَعَلَ على وَجهِه حِجاباً” (خر 34: 29 وما يليها). إن الإشعاع الّذي كان يبدو على بشرة موسى هو إشعاع الرّب يسوع المسيح فيه، غير أنّه كان محجوبًا عن أعين العبرانيّين؛ لذلك لم يروه… إنّ العهد القدّيم يُقّدَّمُ إلينا محجوبًا، كما كان وجه موسى – وهو رمز كلّ النّبوءات – مُغطّى بالحجاب. وراء هذا الحجاب، الّذي يمتدّ في كل كتب الأنبياء، يظهر الرّب يسوع المسيح، القاضي العادل، وهو يجلس على عرش مجده… فإن كان موسى قد غطّى وجهه، أيّ نبيٍّ آخر كان بإمكانه أن يكشف وجهه؟ بعد موسى أصبحت كلّ كتابات الأنبياء مغطّاة بحجاب. ففي الوقت عينه كانوا يبشّرون إنّما كانت البشارة مخبّأة بحجاب… ولأنّ الرّب يسوع كان يشعُّ في كتبهم كان حجابٌ يخفيه عن الأعين، حجابٌ يعلن لكلّ النّاس أن كلام الكتب المقدّسة له معنى خفيّ… لقد أزال ربّنا هذا الحجاب عندما فسّر الأسرار تلك للكون بأسره. فبمجيئه، أزال ابن الله الحجاب عن وجه موسى، المغطّى إلى ذلك الحين، وكان كلامه لا يزال غير مفهوم. لقد أتلى العهد الجديد لينير العهد القديم؛ إن العالم يمكنه الآن أن يفهم هذا الكلام الّذي لم يعد يخفيه أي شيء. إن الرّب يسوع، شَمسُنا، قد أشرق على العالم وأنار كل كائنٍ؛ فكلّ الأسرار والأحاجي قد أصبحت واضحة. لقد أزيل الحجاب الّذي كان يغطّي الكتب وأصبح العالم يتأمّل ابن الله بوجهٍ مكشوف.
maronite readings – rosary.team