الجمعة، ١٥ ديسمبر : القدّيس مكسيمُس الطورينيّ
إن الوقت، أيها الإخوة، كافٍ لإعلامنا بأن عيد ميلاد المسيح ربّنا قريب، حتى دون أن أكلمّكم عنه. إن الخلق بنفسه يفسّر اقتراب الحدث الذي يصلح كلّ شيء للأحسن. هو أيضًا يرغب بشدّة أن يرى ظلماته تضاء بنور شمس أكثر إشراقًا من الشمس العاديّة. إن انتظار الخلق لتجدّد دورته السنوية يدعونا لانتظار ميلاد شمس جديدة هي الرّب يسوع الذي يضيء ظلمات خطايانا. إن “شَمْسَ البِرّ” (ملا 3: 20) التي تظهر في كلّ قوّتها، تبدّد عتمة خطايانا التي دامت طويلاً. فهي لا تحتمل أن تخنق ظلمات مسار حياتنا؛ إنها تريد أن تكبّر هذا المسار بقدرتها. هكذا، كما في أيام المنقَلب، ينشر الخلق نوره بطريقة أوسع، فلننشر إذًا برّنا. كما أن نور هذا النهار هو النعمة المشتركة بين الفقراء والأغنياء، هكذا توزّع هباتنا دون حساب على المسافرين والفقراء. إن العالم في هذه الأيام، يحصر مدّة ظلماته؛ ونحن فلنقتطع من ظلّ بخلنا. فليذب في قلوبنا كلّ جليد؛ ولتكبر بذرة البرّ، تدفّئها أشعة المخلّص. إذا، أيها الإخوة، فلنستعدّ لاستقبال يوم ميلاد الربّ فنتزيّن بملابس تشعّ بالبياض. أتكلّم عمّا يلبس النفس لا الجسد. الملابس التي تكسو الجسد هي رداء لا أهميّة له. لكن الجسد، هذا الشيء الثمين، هو الذي يكسو النفس. الرداء الأول نسجته أيادٍ إنسانية؛ الثاني هو عمل أيدي الله. لذلك يجب السهر بكل عناية لحفظ عمل الله من كلّ دنس… فلننقِّ ضميرنا من كلّ دنس قبل ميلاد الرّب. ولنتقدّم، لا بملابس الحرير، إنما بأعمال قيّمة… ولنبدأ إذًا بتزيين معبدنا الداخلي.
maronite readings – rosary.team