الجمعة، ١٥ يوليو : القدّيس فِنقنْطيوس الليرنْسي
في كنيسة الرب يسوع المسيح، ألا يمكن أن يكون هناك أي تطوّر للعقيدة؟ … بالتأكيد، يجب أن يكون هناك تطوّر، وتطوّر ملموس! مَن يمكنه أن يكون مملوءً حسدًا من الناس وعدوًّا لله إلى حدّ يجعله يعترض على ذلك؟ لكن ذلك التّطور يمكن أن يحصل شرط أن يكون تطوّرًا حقيقيًّا للإيمان وليس تشويهًا له… يجب إذًا أن ينمو الذكاء والعلم والحكمة وتتطوّر هذه العناصر الثلاثة بقوّة في كلّ واحد منّا كما في الجميع، عند إنسان واحد كما في الكنيسة جمعاء، على مرّ السنين والقرون. لكن يجب أن تتطوّر بحسب طبيعتها، أي في العقيدة نفسها، وفي الاتّجاه نفسه والتأكيد نفسه. فلتَقتَدِ إذًا ديانة النفوس بتطوّر الأجسام: رغم تطوّرها ونموّها على مرّ السنوات، تبقى الأجسام على ما كانت عليه. هناك فرق كبير بين تفتّح الطفولة وثمار الشيخوخة، لكنّه الشخص نفسه الذي يمرّ من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الشيخوخة. إنّه الشخص نفسه الذي تتغيّر بنية جسمه وسلوكه، فيما يحافظ على الطبيعة نفسها، ويبقى هو نفسه. تكون أعضاء الطفل صغيرة، فيما تكون أعضاء الشاب كبيرة؛ لكنّها هي نفسها… كانت موجودة أصلاً بالقوّة لدى الجنين… هكذا، على الإيمان المسيحي أن يتبع قوانين التطوّر هذه لكي يقوى على مرّ السنوات، ولكي يطوّره الوقت، ويبجّله العمر. في الماضي، زرع آباؤنا حبّة حنطة الإيمان من أجل حصاد الكنيسة. سيكون جائرًا ومؤذيًا أن نحصد، نحن ذرّيتهم، خطأ الزؤان الخادع (راجع مت 13: 24 وما يليه) بدل قمح الحقيقة الأصيل. على العكس، إنّه لعادل ومنطقي ألاّ يكون هنالك اختلاف بين البدايات والنهاية، وأن نحصد القمح الذي نما منذ أن زُرِع هذا القمح نفسه. هكذا، في الوقت الذي يجب أن ينمو القسم الأوّل من الزرع مع الوقت، يستحسن الآن أن يتمّ تخصيبه وتطوير زراعته.
maronite readings – rosary.team