الجمعة، ١٧ فبراير : القدّيس قِبريانُس
حين قالَ الربّ: “متى جاءَ ابنُ الإنسان، أفَتُراه يَجِدُ الإيمانَ على الأرض”؟ (لو 18: 8) كان يفكِّرُ في زمنِنا الحاضر وها نحن نرى هذه النبوءة تَتحقَّق. مخافة الله، وشريعة العدالة، والمحبّة، وأعمال الرحمة… لم تعدْ هذه القِيَم موضوع إيمان. كلّ القِيَم التي كان يمكن لضميرنا أن يخشاها لو كان يؤمنُ بها، لم يَعدْ يخشاها لأنّه لا يؤمنُ بها. فلو كان ضميرنا يؤمنُ بها، لبَقِيَ مُتيقِّظًا؛ ولو بَقِيَ مُتيقِّظًا، لَنالَ الخلاص. أيّها الإخوة الأحبّاء، فَلنَبقَ مُتيقِّظين قدر المُستَطاع. ولنُحاولْ الخروج من سُباتِنا. فَلنَسهرْ على تأمُّل تعاليم الربّ وعلى ممارستها. لِنَكنْ كما طلبَ منّا الربّ أن نكون حين قالَ: “لِتَكُنْ أوساطُكُم مَشدودَة، وَلْتَكُنْ سُرُجُكم موقَدَة، وكونوا مِثلَ رجالٍ يَنتَظِرون رُجوعَ سيِّدِهم مِنَ العُرس، حتّى إذا جاءَ وقَرَعَ البابَ يَفتَحون لَه مِن وَقتِهِم. طوبى لأولئكَ الخَدَم الذينَ إذا جاءَ سيِّدُهم وَجَدَهم ساهِرين”. أجل، فَلتَبقَ أوساطُنا مَشدودَة كي لا يَجدُنا الربّ مُربَكين ومُشوَّشين حين يحينُ وقت الرحيل. فَليَسطَعْ نورُنا وَليُشِعّ بالأعمال الصالحة، وَليَنقُلْنا من ظلمة هذا العالم إلى النور والمحبّة الأبديّين. فَلنَنتَظرْ بحَذَر وعناية وصول الربّ المُفاجئ، حتّى إنّه حين يقرَع الباب، يكون إيماننا مُتيقِّظًا لِيَستقبِلَ من الربّ المكافأة التي استَحقَّها على سَهَرِه. إن تَقيَّدْنا بوصاياه، وإن حَفِظْنا هذه التحذيرات وهذه التعاليم، لن تَتمكَّنَ خِدَع الشرّير الكاذبة من هزمِنا خلال نَومِنا. لكن بصِفَتِنا خَدَمًا مُتيقِّظين، سوف نَملكُ مع الرّب يسوع المسيح المُنتَصِر.
maronite readings – rosary.team