الجمعة، ١٨ فبراير : الطّوباويّ بولس السادس، بابا روما من 1963 إلى 1978
يكشف الحبّ الزوجي عن طبيعته الحقيقيّة وعن نُبله الحقيقي عندما يُنظر إليه من ناحية مصدره الأعلى، أي الله الذي هو المحبّة… إذًا، فالحبّ ليس وليد الصدفة أو نتيجة تطوّر قوى طبيعيّة غير واعية، بل هو مؤسّسة عاقلة أنشأها الخالق لتحقيق مشروع حبّه في الإنسانيّة. من خلال العطاء الشخصي المتبادل… يميل الزوجان إلى توحيد كيانهما لبلوغ كمال شخصي مشترك ليشتركا مع الله في مشروع الخلق وتربية أرواح جديدة. أمّا بالنسبة إلى المعمّدين، يتّسم الزواج بكرامة علامة النعمة الأسراريّة، إذ إنّه يرمز إلى وحدة المسيح بالكنيسة (راجع أف 5: 32). في هذا الضوء، تظهر ميزات الحبّ الزوجي ومتطلّباته… إنّه قبل كلّ شيء حبّ بشري بالكامل، أي عاطفي وروحي في الوقت نفسه. إذًا، هو ليس مجرّد نقل بسيط للغريزة والمشاعر، بل هو أيضًا فعل الإرادة الحرّة ويهدف إلى الاستمرار والنمو من خلال أفراح الحياة اليوميّة وآلامها، بحيث يصبح الزوجان قلبًا واحدًا ونفسًا واحدة ليبلغا معًا الكمال البشري. إنّه بالتالي حبّ مطلق، أي شكل مميّز للصداقة الشخصيّة التي من خلالها يتشارك الزّوجان بكرم كلّ شيء من دون أيّ تحفّظات غير ضروريّة ولا حسابات أنانيّة. مَن يحبّ شريكه بصدق لا يحبّه فقط من أجل ما يحصل عليه منه، بل يحبّه لشخصه ويكون سعيدًا بتقديم نفسه له. إنه أيضًا حبّ مخلص وحصري حتّى الموت. هكذا يفهمه الزّوج والزّوجة يوم يلتزمان بكلّ حريّة وبكامل وعيهما بالرّباط الزّوجي. إنّه أخيرًا حبّ خصبٌ لا ينضب في المشاركة بين الزّوجين، بل يهدف إلى الاستمرار بإعطاء الحياة لأرواح جديدة.
maronite readings – rosary.team