الجمعة، ١ مارس : المجمع الفاتيكانيّ الثاني
فليُسهم المسيحيّون، بطيبة خاطر وقلب كبير، في بنيان النظام الدولي الذي يجب أن يتمّ بالاحترام المخلص للحريّات المشروعة، وبروح الأخوّة والصداقة نحو الجميع. وليقوموا بذلك بكثير من الرضى بما أنّ القسم الأكبر من العالم لا يزال يتألّم من البؤس، إلى حدّ أنّ الرّب يسوع المسيح نفسه يبدو في شخص الفقراء، وكأنّه يلتمس الحسنة من تلاميذه بصوت جهير. فلنتجنّب إذًا هذه الشكوك: فبينما تنعم بعض البلدان بوفرة طائلة من الخيرات، والقسم الأكبر من سكّانها يتغنّون باسم الرّب يسوع المسيح، يحرم غيرها من ضروريّات الحياة وبعضها ويتحمّلون الجوع والمرض وكلّ أنواع البؤس. فروح الفقر والمحبّة علامة لكنيسة المسيح ومجدها. ولذا يجب إسداء الثناء والتشجيع لأولئك المسيحيّين، ونخصّ منهم الشبّان، الذين يتقدّمون تلقائيًّا لإسعاف الغير من البشر والشعوب… وإنّه لمن الضروري جدًّا، أن تكون الكنيسة حاضرة في جماعة الأمم لتشجيع التعاون بين الجميع وللحثّ عليه. وذلك سواء بالهيئات الرسميّة أو بمساهمة جميع المسيحيّين مساهمة كليّة مخلصة تمليها الرغبة في منفعة الجميع… وفي هذا الصدد يجب أن تولى عناية خاصّة لتنشئة الشبّان سواء في التربية الدينيّة أو في التربية الوطنيّة. وأمنيتنا أخيرًا هي أن يبحث الكاثوليك عن تعاون إيجابي وفعّال، سواء مع إخوتهم المنفصلين الذين، باتّحادهم بهم، يجاهرون بالحبّ الإنجيلي، أو مع البشر الذين يفتّشون عن السلام الحقّ، وذلك ليقوموا بدورهم في الجماعة الدوليّة على أتمّ وجه.
maronite readings – rosary.team