الجمعة، ٢٢ أبريل : القدّيس غريغوريوس الكبير
كيف يمكننا القول إنّ جسد الرب يسوع بقي جسدًا حقيقيًّا بعد قيامته من بين الأموات، في حين استطاع أن يدخل عند الرسل فيما كانت الأبواب مقفلة؟ علينا أن نعلم بأنّ العمل الإلهي لن يعود مذهلاً إن استطاع العقل البشري أن يفهمه، وبأنّه لن يعود للإيمان أيّة قيمة إن استطاع العقل أن يعطي أدلّة اختباريّة. فعلينا إذًا أن نتأمّل بأعمال مخلّصنا، التي قد نعجز عن فهمها بحدّ ذاتها، على ضوء أفعاله الأخرى بطريقة أنّنا نصل إلى الإيمان بهذه الأفعال العجيبة من خلال أفعال أخرى أكثر ذهولاً. لأنّ جسد الرّب يسوع الذي زار الرسل بالرغم من الأبواب المقفلة هو نفسه الذي جعله الميلاد مرئيًّا للبشر حين خرج من رحم أمّه العذراء. لا عجب إذًا إن دخل المخلّص عبر الأبواب المحكمة الإغلاق بعد قيامته ليحيا أبدًا، لأنّه حين أتى إلى العالم ليموت، خرج من رحم أمّه مع بقائها عذراء. وبما أنّ إيمان أولئك الذين كانوا ينظرون إلى هذا الجسد المرئي بقي متزعزعًا، فقد دعاهم الربّ ليلمسوا هذا الجسد الذي مرّ عبر الأبواب المقفلة… والحال هذه، فإنّ ما يمكن لمسه سيفنى حتمًا، وما لا يفنى لا يمكن لمسه. لكن بطريقة عجيبة وغير مفهومة، استطاع المخلّص أن يرينا بعد قيامته جسدًا ملموسًا وغير فانٍ. من خلال إظهاره غير فانٍ، دعانا إلى الثواب؛ ومن خلال تقديمه للمس، ثبّتنا في الإيمان. أظهر نفسه غير فانٍ وملموس في آنٍ معًا، ليؤكّد أنّ جسده بقي كما هو بعد القيامة، لكنّه أصبح جسدًا مُمَجّدًا.
maronite readings – rosary.team