الجمعة، ٢٢ يوليو : أوريجينُس
كتب القدّيس يوحنّا في رسالته الأولى: “أَيُّها الأحِبَّاء، فلْيُحِبَّ بَعضُنا بَعضًا لأَنَّ المَحَبَّةَ مِنَ الله وكُلَّ مُحِبٍّ مَولودٌ لله وعارفٌ بِالله” (1يو 4: 7)، وأضاف من بعد ذلك: “الله محبّة” (1يو 4: 8). بذلك، نثبت أنّ الله هو محبّة وأنّ الذي من عند الله هو أيضًا محبّة. ومَن تراه آتٍ من عند الله سوى ذاك الذي قال: “خَرَجتُ مِن لَدُنِ الآب وأَتَيتُ إِلى العالَم”؟ (يو 16: 28). فإذا كان الله محبّة، فالابن هو أيضًا محبّة…؛ ذلك أنّ الآب والابن واحد، ولا يميّز بينهما شيء. لذلك يُدعى الرّب يسوع المسيح عن وجه حقّ: محبّة، فضلاً عن الأسماء الأخرى مثل الحكمة والقوّة والعدالة والكلمة والحقّ. ولأنّ الله محبّة والابن الذي من عند الله محبّة، فقد طلب منّا أن نتشبّه به، بشكل يدفعنا بواسطة هذا الحبّ وهذه المحبّة التي في المسيح يسوع ربّنا…، إلى الاتّحاد به من خلال علاقة أبويّة بفضل هذا الاسم. كما قال القدّيس بولس الذي كان متّحدًا به: “لا مَوتٌ ولا حَياة، ولا مَلائِكَةٌ ولا أَصحابُ رِئاسة، ولا حاضِرٌ ولا مُستَقبَل، ولا قُوَّاتٌ ولا عُلُوٌّ ولا عُمْق، ولا خَليقَةٌ أُخْرى، بِوُسعِها أَن تَفصِلَنا عن مَحبَّةِ اللهِ الَّتي في المَسيحِ يَسوعَ رَبِّنا” (رو 8: 38-39). غير أنّ هذه المحبّة تتطلّب أن يكون كلّ إنسان قريبنا. ولهذا السبب، ذكر المخلّص إنسانًا يعتقد أنّ النّفس العادلة غير ملزمة باعتبار كلّ شخص قريبًا لها… فأعطى المثل التالي: “كانَ رَجُلٌ نازِلاً مِن أُورَشَليم إِلى أَريحا، فوقَعَ بِأَيدي اللُّصوص”. لقد ألقى اللوم على الكاهن واللاوي إذ رأياه بين حيّ وميت وجازا مقابله، لكنّه حيّا السامري الذي كان رحومًا. وأكّد على أنّ هذا الأخير كان قريب الإنسان المُصاب من خلال ردّه على الذي طرح السؤال نفسه فأجاب: “اِذْهَبْ فاعمَلْ أَنتَ أَيضًا مِثْلَ ذلك”. فطبيعتنا تملي علينا أن نكون في الواقع كلّنا أقرباء لبعضنا البعض، لكن بفعل أعمال المحبّة، مَن يقوم بأعمال الخير يصبح قريب مَن يعجز عن ذلك. لذلك، جعل مخلّصنا من نفسه قريبنا ولم يجز مقابلنا حين كنّا “بين حيّ وميت” جرّاء “الجراح التي تسبّب بها اللصوص”.
maronite readings – rosary.team