الجمعة، ٢٣ أغسطس : القدّيس غريغوريوس الكبير
إن أراد المرء أن يضع آماله وثقته بالخيرات المؤقتة يكون كمن يريد أن يضع أساساته على المياه الجارية. فكل شيء يمر ويفنى، ويبقى الله. فالتعلّق بما هو مؤقت يعني الابتعاد عمّا هو ثابت. فمن يمكنه أن يبقى ثابتاً في مكانه إذا حملته التيارات الهائجة في خضم صخبها؟ فإذا رفضنا أن يجرفنا التيّار، لا بد أن نهرب من كل ما يسيل، وإلا سيجبرنا هدف حبّنا على الوصول الى ما كنا نتفاداه تحديدًا. فالذي يتعلّق بالخيرات المؤقتة سينجرّ حتماً الى حيث تجرفه هذه الأشياء التي يتعلّق بها. أول ما علينا فعله هو التنبه الى عدم محبّة الخيرات المادية، كما وليس علينا أن نضع كل ثقتنا بهذه الخيرات التي وُهبت لنا كي نستفد منها لا كي نستلذ بها. فالنفس المتعلّقة بالخيرات الزائلة تفقد سريعاً ثباتها. إنّ تيّار الحياة الحالية يحمل من ينجرّون به، بطريقة تضحي معها أي إرادة لوقوف من يحمله هذا التّيّار فكرة مجنونة.
maronite readings – rosary.team