الجمعة، ٢٣ ديسمبر : التعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة
إنّ مناداة الله بالآب معروفة في كثير من الديانات. فالله يعتبر في غالب الأحيان “كأب الآلهة والبشر”. في إسرائيل، يدعون الله أبّ لأنه خالق العالم. وأكثر من ذلك هو أبّ بسبب العهد وهبته السلطة لإسرائيل “ابنه البكر” (راجع خر 4: 22). هو أيضاً يدعى أبّ ملك إسرائيل(راجع 2صم 7: 14). وهو بالأخصّ “أب الفقراء”، أب اليتيم والأرملة الذين هم تحت حمايته المُحبّة (راجع مز 68[67]: 6). كشف لنا الرّب يسوع أن الله هو أبّ بمعنى غريب: هو ليس بأب فقط لأنه الخالق، هو أب أزلي بعلاقته بابنه الوحيد، وهذا الأخير هو أيضاً لا يكون “ابن” إلا بعلاقته مع أبيه: “…وَلَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُ الابْنَ إِلاَّ الآبُ، وَلاَ أَحَدٌ يَعْرِفُ الآبَ إِلاَّ الابْنُ وَمَنْ أَرَادَ الابْنُ أَنْ يُعْلِنَ لَهُ.” (مت 11: 27). لذلك اعترف الرسل بالرّب يسوع بأنه”…كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ.” (يو1: 1)، وهو “صورة الآب المحجوب” (كول 1: 15)، و “الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ، وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ…) (عب 1: 3). بالتالي، وبحسب التقاليد الرسولية، اعترفت الكنيسة في العام 325 خلال المجمع المسكوني الأول في نيقيا أن الابن هو “مساوٍ للآب في الجوهر”، أي أنّ الآب والابن هما إله واحد. والمجمع المسكوني الثاني، في القسطنطينية عام 381، حافظ على هذه العبارة في نصه لقانون الإيمان في نيقيا واعترف “ابن الله الوحيد، المولود من الآب قبل كل الدهور، نور من نور، إله حق من إله حق، مولود غير مخلوق، مساوٍ للآب في الجوهر…” فالثالوث هو سرّ إيمان بكل ما للكلمة من معنى، وأحد الأسرار المخبئة في الله، ولا يمكن معرفتها إلا إذا كُشف عنها من عَلو. إن الله قد ترك بالتأكيد أثر لوجود ثالوثه في عملية الخلق ومن خلال ظهوره في العهد القديم. ولكن المودّة في كونه ثالوث أقدس ينشئ سرّ يتعذّر بلوغه بالعقل أو حتى بإيمان شعب اسرائيل قبل تجسّد ابن الله وعمل الرُّوح القدس.
maronite readings – rosary.team