الجمعة، ٢٤ مارس : دِيادوكُس الفوتيكي
إنّ العماد، غُسل القداسة هذا، يزيل وصمة عار خطايانا، لكنّه لا يغيّر الآن ازدواجية إرادتنا ولا يمنع الأرواح الشريرة من محاربتنا أو من إبقائنا في الوهم… لكنّ نعمة الله تقيم في عمق الرُّوح ذاته، وهذا يعني في الفهم. قد قيل، في الواقع، إنّ “المجد لابنة الملك في خدرها” (راجع مز45[44]: 14): إنها لا تظهر نفسها للشياطين. لهذا نشعر من أعماق قلوبنا وكأن الرغبة الإلهية تموج عندما نتذكر الله بحرارة. ولكن حينها تقفز الأرواح الشريرة إلى الحواس الجسدية وتختبئ هناك، مستغلة ضعف الجسد… وهكذا فإنّ فَهْمَنا، بحسب الرسول بولس، يتمتع دائماً بشريعة الروح (راجع رو 7: 22). ولكنّ حواس الجسد تريد أن تسترسل على منحدر المتعة… “وَالنُّورُ يُضِيءُ فِي الظُّلْمَةِ، وَالظُّلْمَةُ لَمْ تُدْرِكْهُ” (يو 1: 5) … إنّ كلمة الله، النور الحقيقيّ، رأى حسنًا أن يظهر للخليقة بجسده، بإشعال نور معرفته الإلهيّة فينا بحبّه الذي لا حدّ له للإنسان. إنّ روح العالم لم يتلقّ قصد الله، ما يعني أنه لم يعرفه…؛ ومع ذلك، يضيف اللاهوتيّ الرائع يوحنا الإنجيليّ: “كَانَ فِي الْعَالَمِ، وَكُوِّنَ الْعَالَمُ بِهِ، وَلَمْ يَعْرِفْهُ الْعَالَمُ. إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ، وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ. وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ”(يو 1: 10-12)… لا يتحدّث الإنجيليّ عن الشيطان عندما يقول إنه لم يتلقَّ النور الحقيقيّ، إذ من البدء كان غريبً عنه لأنّه لا يضيء فيه. لكنّه يعني بهذه الكلمة تحديداً الأشخاص الذين يسمعون قدرات الله وعجائبه ولكنّهم، بسبب قلوبهم المظلمة، لا يريدون الاقتراب من نور معرفته.
maronite readings – rosary.team