الجمعة، ٢٤ نوفمبر : القدّيس كيرِلُّس
يطول الحديث عن الإيمان، ويكفي أن نلقي نظرة على أحد الأمثلة التي يقدّمها لنا كتاب العهد القديم، ألا وهو قصّة إبراهيم، بوصفنا أبناء له بالإيمان. وإبراهيم هذا لم يُبرَّر بالأعمال فحسب، بل بالإيمان أيضًا. لقد قام بالكثير من الأعمال الحسنة، لكنّه لم يُدعَ صدّيق الله إلاّ بعد أن أثبت إيمانه به. فقد استمدّت أعماله كلّها الكمال من إيمانه، لأنّه بدافع من إيمانه ترك أهله، وبدافع من إيمانه رحل عن وطنه وبلده وبيته. فتبرّرْ أنت أيضًا كما تبرّرَ هو! وبعد، فإنّه عجز من الناحية الجسديّة عن أن يكون والدًا لأنّه كان قد أصبح طاعنًا في السنّ، وكذلك زوجته ساره، بحيث أنّهما فقدا كلاهما كلّ أمل بإنجاب ذريّة لهما. لكنّ الله أعلن لهذا الرجل العجوز أنّه سيصبح والدًا، ولم يتزعزع إيمان ابراهيم بذلك. وإذ أدرك أنّ جسده قارب الموت، لم يراهن على عجزه الجسدي بل راهن على قوّة صاحب الوعد، لأنّه اعتبره جديرًا بالإيمان. وهكذا، من جسدين بدأ الموت يتسلّل إليهما، وُلد طفل بطريقة عجائبيّة. مثال إيمان إبراهيم هذا يجعل منّا كلّنا أبناء لإبراهيم، ولكن كيف ذلك؟ كما أنّ البشر يعتبرون قيامة الأموات أمرًا غير معقول، كذلك يعتبرون ولادة طفل من عجوزين مشرفين على الموت. لكن عندما يُتلى علينا إنجيل الرّب يسوع المسيح الذي صُلب على خشبة وقام في اليوم الثالث، نصدّق ما نسمعه. فمن خلال تشبّهنا بإيمانه، نصبح أبناء لإبراهيم. عندئذٍ، نجد مثله الختم الرُّوحي الذي يطبعنا به الرُّوح القدس وقت العماد.
maronite readings – rosary.team