الجمعة، ٢٥ فبراير : القدّيس بِرنَردُس
في الماضي، عندما عرف أليشاع النبيّ بقرب موت معلّمه النبيّ إيليّا طلب منه نعمة قائلاً له: “لِيَكُنْ لي نَصيبُ اثنَين مِن روحِكَ علَيَّ. قال (إيليّا): قد سألتَ أَمرًا عَسيرًا: إِن أنتَ رَأَيتَني عِندَما أوخَذُ مِن عِندِكَ، يَكونُ لَكَ ذلك، وإِلاَّ فَلَا” (2مل 2: 9-10)… لقد كُتِبَت هذه القصّة لنا إذ علينا أن نكون متيقّظين ومتنبّهين لعمل الخلاص الذي يتمّ فينا. فالرُّوح القُدُسُ ينجز باستمرار، وبدقّة باهرة وبفنّ إلهي ماهر، هذا العمل في عمق أعماق وجودنا. فَلتَدم فينا مسحة الرُّوح هذه التي تعلّمنا كلّ شيء، ولنُصَلِّ لئلاّ تُنزع منّا دون إدراكنا، ولئلاّ توهب لنا من دون استعدادنا. علينا أن نتنبّه دائمًا إلى المكائد، وأن نفتح قلوبنا لنتلقّى تلك البركة الكريمة من لدن الله. بأيّ حال يودّ الرُّوح أن يجدنا؟ فلنسمَعه يقول لنا: “كُونُوا مِثْلَ أُنَاسٍ يَنْتَظِرُونَ سَيِّدَهُم مَتَى يَعُودُ مِنَ العُرْس”. فهو لن يعود مطلقًا فارغ اليدين عن المائدة السماويّة والأفراح التي تنشرها هذه الأخيرة. علينا إذًا أن نسهر في كلّ حين لأنّنا لا نعلم متى تأتي ساعة حلول الرُّوح القدس فينا وساعة مغادرته لنا مرّة أخرى. إنّ الرُّوح يأتي ويذهب (راجع يو 3: 8)؛ فإن كنّا نقف بفضله، نسقط حتمًا ما إن يذهب عنّا، غير أنّنا لا نتحطّم لأنّ الربّ يمسك بيدنا. لا يكفّ الرُّوح القدس عن الحضور والغياب المتواتر في حياة مَن هو روحانيّ، أو بالحري في حياة أولئك الذي يريدهم أن يكونوا روحانيّين. لذا، يزورهم عند الفجر ويسمح بخضوعهم للامتحان
maronite readings – rosary.team