الجمعة، ٢٩ أبريل : القدّيس هيلاريوس
قال الربّ: “هذا هو مَكانُ راحَتي لِلأبد ههُنا أَسكُنُ” (مز132[131]: 14)، “فإنَّ الرَّبَّ اخْتارَ صِهْيون واشتهاها لَه مَسكِنًا” (مز132[131]: 13). ولكنّ صهيون وهيكلها قد دُمِّرا، فأين سيحلّ عرش الإله الأبدي؟ أين سيكون مكان راحته للأبد؟ أين سيقع هيكله ليسكن فيه؟ أجابنا الرسول بولس عن هذه الأسئلة عندما قال: “أَما تَعلَمونَ أنّكُم هَيكَلُ الله، وأنَّ رُوحَ اللهِ حالٌّ فيكم؟” (1كور 3: 16). نحن إذاً مسكن الله وهيكله حيث تحلّ حكمة الله وقدرته، وحيثُ تمكث قداسة قلب الله. ولكنّ الله هو الذي يبني هذا المسكن. فلو كان المسكن من صنع الإنسان ولو كان مبنيًّا على الحكمة البشريّة، لما استطاع أن يدوم، لأنّ مشقّاتنا الفانية والأمور التي تقلقنا لا تكفي لحمايته. أمّا الله، فقد صنع مسكنه بشكل مختلف، فهو لم يَبنِه على التراب والرّمال المتحرّكة، بل “على أَساسِ الرُّسُلِ والأنبِياء” (أف 2: 20)، وما زال هذا المسكن يتكوّن دائمًا من “الحِجارَةِ الحَيَّة” (1بط 2: 5). وسينمو ليصل إلى أقصى أبعاد جسد الرّب يسوع المسيح، وبناؤه يستمرّ بلا انقطاع، وحوله تتجمّع منازل كثيرة “كَمدينةٍ في وَحدَةٍ مُتَماسِكة” (مز 122[121]: 3).
maronite readings – rosary.team