الجمعة، ٢ فبراير : القدّيس قِبريانُس
“اعلَموا أَنَّ مَلكوتَ اللهِ قَريب” (لو 21: 31). أيها الإخوة الأعزّاء إنّ ملكوت الله قد اقترب. مع نهاية العالم، يعلن أجر الحياة وسعادة الخلاص الأبدي والأمان الدائم وسعادة الفردوس التي فقدناها من قبل. وتنجلي حقائق السماء وراء الحقائق البشرية، الكبيرة مع الصغيرة، الأزلية مع الآنية. هل من أسباب لتدعو للقلق والخوف من المستقبل…؟ في الواقع، إنه مكتوب “إِنًّ البارَّ بِالإِيمانِ يَحْيا” (رو 1: 17). إن كنتم أبرارًا وتعيشون إيمانكم، إن كنتم فعلاً تؤمنون بالرّب يسوع المسيح، لمَ لا تفرحون عندما يتمّ استدعاؤكم نحوه… إذ إنّكم أقوياء بوعد الله لكم وخُلقتم لتكونوا مع المسيح؟ خذوا مثال سمعان الشيخ: لقد كان صالحًا بحق وتأمّل بوصايا الله بأمانة. ومن خلال الوحي الإلهي فهم أنه لن يموت قبل أن يرى الرّب يسوع المسيح فتم ذلك عندما أتى الطفل يسوع مع أمه إلى الهيكل ففهم واستنار من الرُّوح القدس بأنّ المخلّص قد وُلد كما قيل له؛ وعندما رآه أدرك أنّ وفاته أصبحت وشيكة. وبسعادة غامرة، وثقة كاملة بأنه سيصبح بالقرب من الله قريبًا، حمل الطفل بين ذراعيه وبارك الله فقال: “الآنَ تُطلِقُ، يا سَيِّد، عَبدَكَ بِسَلام، وَفْقًا لِقَوْلِكَ. فقَد رَأَت عَينايَ خلاصَكَ”. أكّد حينئذٍ وشهد لسلام الله الذي ينتمي لعبيده لينعموا بالسلام والحرية عندما ينتهون من عذابات العالم سينعمون بالملجأ والأمان الأبديين… عندئذٍ تجد النفس السلام الحقيقي والراحة التامة والأمان الدائم.
maronite readings – rosary.team