الجمعة، ٣ مايو : المجمع الفاتيكانيّ الثاني
لا ينفكّ الرّب يسوع المسيح حاضرًا إلى جانب كنيسته، ولا سيّما في الأعمال الليتورجيّة. إنّه حاضر في ذبيحة القدّاس وفي شخص خادم السرّ، “فالذي يقدّم الآن بوساطة الكهنة هو نفسه الذي قدّم ذاته على الصّليب حينذاك” (المجمع التريدنتيني)، وبأعلى درجة تحت أشكال الإفخارستيّا. إنّه حاضر بقوّته في الأسرار بحيث إنّه إذا عمّد أحدٌ، كان المسيح نفسه هو المعمِّد. إنّه حاضر في كلمته، فإنّه هو المتكلِّم إذا قُرئت الكتب المقدّسة في الكنيسة، إنّه حاضر أخيرًا عندما تصلّي الكنيسة، وترتّل المزامير، هو الذي وعد وقال: “فَحَيثُما اجتَمَعَ اثنانِ أَو ثلاثةٌ بِاسمِي، كُنتُ هُناكَ بَينَهم”. وللقيام فعلاً بهذا العمل العظيم، الذي يتمجّد به الله أكمل تمجيد ويتقدّس البشر، يتعاون المسيح دائمًا وكنيسته، عروسه الحبيبة، التي تبتهل إليه على أنّه ربّها، وبه تتقدّم بالعبادة إلى الآب الأزليّ. فالليتورجيا تُعتبر بحقّ ممارسة لوظيفة يسوع المسيح الكهنوتيّة… ويُجري فيها جسد يسوع المسيح السرّي، رأسًا وأعضاءً، (راجع كول 1: 18) عمل العبادة العامّة الكاملة. وهكذا فكلّ احتفال ليتورجيّ، من حيث كونه عمل يسوع الكاهن وجسده الذي هو الكنيسة (كول 1: 24)، فهو عمل غاية في القداسة لا يوازي فاعليّته قيمةً ودرجةً أيّ عمل آخر من أعمال الكنيسة.
maronite readings – rosary.team