الجمعة، ٤ أكتوبر : سمعان اللاهوتيّ الحديث
كمُرسَل ومُنبثقٍ مِن الآب، نزل الكلمة وسكن بأكمله في أحشاء العذراء. كان بأكمله في الآب، وبأكمله حلّ في حشا العذراء، وبأكمله في الكلّ، هو الذي لا يقدر أيّ شيء على احتوائه. اتّخذ صورة عبد دون أن يتغيّر (راجع في 2: 7) وبعد أن تجسّد في العالم، أصبح إنسانًا في كلّ شيء… كيف يمكن تأكيد ما يستحيل شرحه لجميع الملائكة، ورؤساء الملائكة ولكلّ كائنٍ مخلوق؟ نفكّر به حقيقةً، لكنّنا لا نقدر أبدًا أن نعبّر عنه، وعقلنا لا يستطيع فهمه حقًّا بشكلٍ كامل. فكيف يمكن لإله وإنسان، وإنسان-إله، أن يكون أيضًا ابن الآب، بأكمله، بطريقة لا تفصله أبدًا عنه؛ كيف أصبح ابن العذراء وخرج إلى العالم؛ وكيف بقي احتواؤه مستحيلاً للجميع؟… سوف تبقى صامتًا الآن لأنه حتّى ولو أردت الكلام، لن يجد عقلك أيّ كلمة، ولسانك الثرثار يبقى في الصمت… المجد لك، أيّها الآب والابن والرُّوح القدس، أيّها اللاهوت الّذي لا يمكن فهمه، وغير القابل للتجزئة بطبيعته. نحن نعبدك بالرُّوح القدس، نحن الذين نمتلك روحك، إذ تلقّيناه منك. وإذ نرى مجدك، فإنّنا لا نسعى علنًا، بل نراك فيه، في روحك، أيّها الآب غير المولود، وكلمتك المولود المنبثق منك. ونعبد الثالوث غير القابل للتجزئة وغير المختلط في فرادة ألوهيّته وسيادته وقوّته.
maronite readings – rosary.team