الجمعة، ٥ يوليو : القدّيس غريغوريوس النيصيّ
“ومَن قَريبـي؟” إنّ كلمة الله، لكي يجيب عن هذا السؤال، عرضَ -على شكل قصّةٍ- كلّ تاريخ الرَّحمة: فقد أخبر سامعيه عن حدث نزول الرجل وكمين اللصوص له وتعريته من ثوبه، ثم حدّثهم عن سلطان الموت على نصف الطبيعة (حيث أن النفس تبقى غير فانية) كما حدّثهم عن مرور “الشريعة” بلا جدوى بحيث أن الكاهن واللاوي لم يعتنيا بجروح الرجل ضحيّة اللصوص. بالفعل فإنّ “دَمَ الثِّيرانِ والتُّيوسِ لا يُمكِنُه أَن يُزيلَ الخَطايا”(عب10: 4). وحده يستطيع ذلك مَن ألبس كامل الطبيعة البشريّة بواكير الطينة التي انبثق منها كل الأعراق: اليهود، السامريون، اليونانيّون كما البشريّة بأكملها. هو الذي بجسده، أي بمطيّته، حضر الى مكان تعاسة الإنسان، فعالج جراحه ووضعه على ظهر مطيّته وأمّن له رحمته الخاصّة كملجأ له، حيث كل الذين يعانون التعب ويلتوون تحت ثقل الحِمل يجدون الراحة (راجع مت 11: 28). “مَن أَكَلَ جَسدي وشَرِبَ دَمي ثَبَتَ فِيَّ وثَبَتُّ فيه” (يو 6: 56). مَن يجد ملجأه في رحمة الرّب يسوع هذه، ينال منه دينارين، الأوّل أن يحبّ من كل نفسه، الثاني أن يحبّ قريبه كما يحبّ نفسه، حسب ما أجاب عالم الناموس (راجع مت 12: 30). أمّا حين نقرأ: “لَيسَ الَّذينَ يُصْغونَ إِلى كَلامِ الشَّريعةِ همُ الأَبرارُ عِندَ الله، بلِ العامِلونَ بِالشَّريعةِ همُ الَّذينَ يُبَرَّرون” (رو 2: 13) إذًا يجب علينا الحصول، ليس فقط على هذين الدّينارين… إنّما المشاركة الذاتية بالأعمال من أجل إتمام الوصيتّين. من أجل هذه الغاية، قال الرّب لصاحب الفندق أن كلّ ما سينفقه لعناية الجريح، سيعيده له عند مجيئه الثاني، وذلك بحسب مقياس عنايته.
maronite readings – rosary.team