الجمعة، ٦ سبتمبر : القدّيس بِرنَردُس
نحتفل اليوم بعيد الملائكة القدّيسين… ما عسانا نقول عن هذه الأرواح الملائكيّة؟ هذا هو إيماننا: نؤمن بأنّهم ينعمون بوجود الله وبرؤيته، وبأنّهم يمتلكون فرحًا غير محدود، هذه الخيرات من الربّ، “ما لم تَرَهُ عَيْنٌ ولا سَمِعَت بِه أُذُنٌ ولا خَطَرَ على قَلْبِ بَشَر” (1كور 2: 9). ماذا بوسع الإنسان الزائل أن يقول بشأن هذا الموضوع لإنسان زائل آخر، وهو عاجز عن تصوّر أمور كهذه؟… إن كان مستحيلاً التكلّم عن مجد ملائكة الله القدّيسين، يمكننا التحدّث أقلّه عن النعمة والحبّ اللذين يكنّونهما لنا، كونهم يتمتّعون ليس فقط بكرامة لا مثيل لها فحسب، بل أيضًا بحسّ خدمة مليء بالطيبة… إذا تعذّر علينا إدراك مجدهم، فإنّنا نتعلّق أكثر فأكثر بالرّحمة التي يتميّز بها هؤلاء المقرّبون من الله، مواطنو السماء هؤلاء، أمراء الفردوس هؤلاء. لقد شهد كاتب الرّسالة إلى العبرانيين على أن الملائكة “كُلّهم أَرواحٌ مُكَلَّفونَ بِالخِدْمَة، يُرسَلونَ مِن أَجْلِ الَّذينَ سَيَرِثونَ الخَلاص” (عب 1: 14). لا تعتبروا ذلك أمرًا مستحيلاً بما أنّ الخالق، ملك الملائكة نفسه “لم يَأتِ لِيُخدَم، بل لِيَخدُمَ ويَفدِيَ بِنَفْسِه جَماعةَ النَّاس” (مر 10: 45). فأيّ ملاك يستطيع أن يستخفّ بخدمة كهذه بعد أن سبقه على تأديتها ذاك الذي تخدمه الملائكة في السماوات بلهفة وفرح؟
maronite readings – rosary.team