الجمعة، ٦ مايو : التعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة
الإفخارستيّا هي تذكار فصح الرّب يسوع المسيح، بها تصبح ذبيحته الوحيدة فعلاً حاضرًا وتقدمة سريّة في ليتورجيا الكنيسة التي هي جسده. وإنّنا نجدُ في كلّ الصلوات الإفخارستية بعد كلمات التقديس، ما يُسمَّى بصلاة الاستذكار أو التذكار. في مفهوم الكتاب المقدّس – العهد القديم – ليس التذكار استعادة لأحداث الماضي فحسب، إنّما هو الإعلان عن العظائم التي صنعَها الله للأنام. ففي الاحتفال الليتورجيّ بهذه الأحداث، تصبح هذه الأحداث، بطريقة ما، أحداثًا آنيّة وواقعيّة. بهذه الطريقة أراد الله أن يفهم إسرائيل انعتاقَه من أرض مصر: فكلّ مرّة يُحتَفل بالفصح، تَمثُل أحداث خروجه من تلك الأرض في ذاكرة المؤمنين ليُطبّقوا حياتهم عليها. (راجع خر 13: 3-8). وأمّا في العهد الجديد، فالتذكار يكتَسبُ معنى جديدًا. فعندما تحتفلُ الكنيسة بالإفخارستيّا، تتذكّر فصح المسيح، ويصبح الفصح حقيقة آنيّة: فالذبيحة التي قرَّبَها الرّب يسوع المسيح مرّة واحدة على الصليب تظلّ أبدًا ذبيحة آنيّة: “كلّ مرّة تُقام على المذبح ذبيحة الصليب التي ذُبحَ بها المسيحُ فصحنا يتمّ عمل افتدائنا” (المجمع الفاتيكانيّ الثّاني/ نور الأمم 3). ولأنّ الإفخارستيّا هي تذكار فصح الرّب يسوع المسيح فهي ذبيحة أيضًا. هذا الطابع القربانيّ، في الإفخارستيّا، يظهرُ في كلمات التأسيس نفسها: “هذا هو جسدي يُبذَل لأجلكم” و”هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي الذي يُراقُ لأجلكم” (لو 22: 19–20). في الإفخارستيّا يُعطينا المسيح هذا الجسد عينه الذي بذَلَه لأجلنا على الصليب، وهذا الدم عينه “الذي أراقَه من أجل جماعة الناس لغفران الخطايا” (مت 26: 28). الإفخارستيّا هي إذن ذبيحة لأنّها تجعل ذبيحة الصليب آنيّة (أي تجعلها ماثلة لدينا) ولأنّها تذكارها، وتؤتينا ثمرها.
maronite readings – rosary.team