الجمعة، ٧ أبريل : عظة منسوبة للقدّيس أفرام السريانيّ
يتقدّم الصليب اليوم فتتهلّل الخليقة؛ فالصليب هو طريق الـضائعيـن، ورجاء المسيحيّين، وبشارة الرسل، وأمان الكون، وأساس الكنيسة، وينبوع العَطشى… لقد اقتيد الربّ يسوع بعذوبة كبيرة إلى الآلام: اقتيد إلى حكم بيلاطس؛ عند الساعة السادسة، كانوا يهزؤون به؛ وحتّى الساعة التاسعة تحمّل آلام المسامير، وبعدها أنهى موتُه آلامَه. عند الساعة الثانية عشرة، أُنزل عن الصليب: فكأنّه أسدٌ نائم… خلال الحكم، صمتت الحكمة، والكلمة لم تتفوّه بشيء. استهزأ به أعداؤه وصلبوه… أولئك الّذين، في الأمس، أعطاهم جسده طعامًا، نظروا إليه يموت من بعيد. فبطرس، هامة الرسل، هرب أوّلاً. وأندراوس هرب أيضًا، ويوحنّا الّذي ارتاح على صدره، لم يمنع جنديًّا من أن يطعن جنبه برمحه. هرب الاثنا عشر؛ لم يقولوا كلمة واحدة من أجله، هُم الّذين من أجلهم أعطى حياته. لم يكن لعازر هنا، هو الّذي أعاده إلى الحياة. لم يبكِ الأعمى ذاك الّذي فتح عيونه للنّور، والأعرج الّذي بفضله استطاع أن يمشي، لم يُسرِع إلى جانبه. وحده لصٌّ كان مصلوبًا قربه، اعترف به وسمّاه مَلِكَه. أيّها الّلصّ، يا زهرة شجرة الصليب المبكرة، أوّل ثمرة من خشبة الجلجلة…! مَلَك الربّ: فرحت الخليقة. انتصر الصليب، وجميع الأمم والقبائل واللغات والشعوب (راجع رؤ 7: 9) جاءوا ليسجدوا له… أعاد الصليب النور للكون بأسره، أبعد الظلمات وجَمَع الأمم في كنيسة واحدة وإيمان واحد ومعموديّة واحدة في المحبّة. انتصب في وسط العالم، مثبّتًا على الجلجلة.
maronite readings – rosary.team