الجمعة، ٨ سبتمبر : القدّيس يوحنّا الدمشقيّ
اليوم ينفتح باب بتولّي؛ من خلاله شاء الربّ، الذي هو فوق كلّ الكائنات، أنّ “يأتي بالجسد الى العالم” حسبما عبّر عنه الكِتَاب المقدّس (راجع عب 1: 6 + كول 2: 9). اليوم “يَخرُجُ غُصنٌ مِن جذعِ يَسَّى” (إش 11: 1) منه ستعلو، في سبيل العالم، زهرة بطبيعتها متحّدة بالألوهية. اليوم، انطلاقًا من طبيعة الأرض، تكوّنت سماء على الأرض على يدِ مَن جعَل الجَلَد ثابتًا بفَصلِه عن المياه وبرفعه في الأعالي. لكن هذه السماء هي مدهشة أكثر من السماء الأولى إذ قد انبعث هو بذاته من هذه السماء الجديدة شمسًا للبّر (راجع ملا 3: 20)… إنّ النور الأزلي المولود قبل الدّهور من النّور الأزلي، وهو الكائن اللامادّي والّذي لا جسم له، قد أتّخذ جسدًا من هذه المرأة، وانطلق “كالعَريسِ الخارِجِ مِن خِدرِه” (مز 19[18]: 6)… إنّ “ٱبْنَ النَّجَّار” (مت 13: 55)، كلمة الله الفاعلة في كلّ مكان، الكلمة الذي عمل بقدرته كلّ شيء، ذراع الإله العلي…، قد صنع له سلمًّا حيًّا، قاعدته مغروزة في الأرض وقمَّته مرتفعة الى السماء. عليه يستند الله وقد تأمَّل يعقوب بصورته (راجع تك 28: 12)؛ ومن خلاله، نَزَل الله الى جمود الإنسان، أو بالأحرى قد انحنى بتنازل، “وبَعْدَ ذلِكَ تَرَاءَى عَلَى الأَرْضِ وَتَرَدَّدَ بَيْنَ الْبَشَر” (با 3: 38). إنَّ هذه الرموز تصِف مجيئه على هذه الأرض وتنازُلَه بمنَّة تامة ووجوده على الأرض كما المعرفة الحقيقيّة عن كينونته والتي يعطيها لِمَن هم على الأرض. إنّ السلّم الرُّوحي، أي العذراء، قد زُرِعت في الأرض لأنّها من جذعها من الأرض غير أنّ راسها يرتفع حتى السماء… فبواسطتها وبقدرة الرُّوح القدس “الكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وسَكَنَ بَيْنَنَا”(يو 1: 14). وأيضًا بواسطتها وبقدرة الرُّوح القدس يتمّ اتحاد الربّ بِـبَـنّي البشر.
maronite readings – rosary.team