الجمعة، ٩ أغسطس : القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم
“وفي تِلكَ الأَيَّام قامَ بُطرُسُ بَينَ الإِخوَة…فقال…” (أع 1: 15وما يليها). لأنّه متحمّس ولأنه الأول في المجموعة، هو دائماً الأوّل الذي يبدأ بالكلام: “أيها الأخوة… هُناكَ رجالٌ صَحِبونا طَوالَ المُدَّةِ الَّتي أَقامَ فيها الرَّبُّ يَسوعُ مَعَنا… فيَجِبُ إِذًا أَن يَكونَ واحِدٌ مِنهُم شاهِدًا مَعَنا عَلى قِيامتِه”. لاحظوا كيف أراد أن يكون الرسل الجدد شهود عيان. بالطبع كان على الرُّوح القدس أن يأتي، لكنّ بطرس علّق أهميّة كبرى على هذه النقطة. “هُناكَ رجالٌ صَحِبونا طَوالَ المُدَّةِ الَّتي أَقامَ فيها الرَّبُّ يَسوعُ مَعَنا”، هو يشير إلى أهمّية أن يكونوا قد عاشوا معه، لا رسل عاديّين فقط. بالفعل لقد تبعه الكثير من الناس في البداية…”مُذ أَن عمَّدَ يوحنَّا إِلى يَومَ رُفِعَ عنَّا. فيَجِبُ إِذًا أَن يَكونَ واحِدٌ مِنهُم شاهِدًا مَعَنا عَلى قِيامتِه.” لم يقل بطرس: “شاهدًا على كلّ الباقي”، إنما قال فقط “شاهدًا على قيامته”. إذ يكون جديراً بالثقة أكثر، الرسول الذي يمكنه القول: “إن الذي أكل، وشرب وصُلِبَ، هو نفسه الذي قام”. بالتالي، لا يجب أن يكون شاهدًا على الفترات السابقة، ولا على الفترات اللاحقة أو العجائب، إنما أن يكون شاهدًا على القيامة. فكلّ الباقي قد أُعلِنَ وكُشِفَ عنه، في حين أن القيامة تمّت في السرّ، ولم تكن ظاهرة إلا للبعض.
maronite readings – rosary.team