الخميس، ١٣ يناير : القدّيس أوغسطينُس
أيّها الربّ إلهي، نور العميان وقوّة الضعفاء، وفي الوقت نفسه نور المُبصرين وقوّة الأقوياء، اعتَنِ بنفسي، “مِنَ الأَعْماق وصَرَختُ إِلَيكَ يا رَبّ، يا سَيِّدُ اْستَمع صَوتي” (مز130[129]: 1). لأنّه لو لم تكنْ مُصغيًا حتّى في الأعماق، إلى أين كنّا سنذهب؟ وإلى مَن كنّا سنوجّه صراخنا؟ “لَكَ النَّهارُ ولَكَ اللَّيل أَنتَ أَحكَمتَ الشَّمسَ والنُّور” (مز74[73]: 16). بإشارة منكَ، تتوارى اللحظات. أعْطِ لأفكارنا الوقت الكافي للبحث عن الخلوات المخبّأة في شريعتكَ، ولا تقفلْ الباب أمام مَن يقرع (راجع مت 7: 7). أنتَ لم تردْ عبثًا أن تكتبَ كلّ هذه الصفحات المليئة بالظلال وبالأسرار. وهذه الغابات الجميلة، أليس لها أيلها (راجع مز 29[28]: 9) الذي يأتي إلى هنا ليجدَ الملجأ وليَستعيدَ الهدوء، ليَتنزّهَ وليَرعى، ليَنام وليَجترّ؟ أيّها الربّ، قُدْني إلى الغاية واكشفْ لي عن أسرارها. كلمتك هي قمّة فرحي، كلمتك ألطف من سيل من الملذّات. امنَحني ما أحبّ، لأنّني أحبّ وهذا الحبّ هو نعمة منكَ. لا تَتخلّى عن نِعَمك، ولا تَحتقرْ عشبتَكَ العطشانة. سأُعلنُ عن كلّ ما سأكتشفُه في كتُبِكَ؛ اجعلْني “َأسمع صَوتَ الحَمدِ وأُحَدِّثَ بِجَميعِ عَجائِبِكَ” (مز26[25]: 7). واسمحْ لي أن أشربَ من كلمتك “وافتَحْ عَينَيَّ فأُبصِرَ عَجائب شَريعَتِكَ” (مز119[118]: 18) منذ اللحظة الأولى لخلق السّماوات والأرض حتّى الملك الأبديّ معكَ في المدينة المقدّسة.
maronite readings – rosary.team