الخميس، ١٤ يوليو : القدّيس هيلاريوس
أيّها الآب القدّوس، الله الكليّ القدرة…، حين أرفع نور عينيّ الضعيف نحو سمائك، هل يمكنني الشكّ في أنّها سماؤك؟ عندما أتأمّل حركة النجوم، وعودتها خلال دورة السنة، عندما أشاهد الكواكب: الدّب الأصغر ونجمة الصبح، وحين أتأمّل كيف تلمع كلّ واحدة في المكان الذي حُدّد لها، أفهم، يا ربّ، أنّك هنا، في هذه الكواكب التي لا أفهمها. حين أرى “عظمة البحار الطاغية” (راجع مز 93[92]: 4)، لا أدرك أبدًا أساس هذه المياه، كما لا أدرك البتّة ما الذي يحرّك مدّها وجزرها المنتظم، إلاّ أنّني أؤمن بوجود سبب، غير مُدرك طبعًا بالنسبة إليّ، لهذه الحقائق التي أجهلها، وهنا أيضًا أشعر بحضورك. إن حوّلتُ روحي نحو الأرض التي تجعل كلّ البذور التي تحتويها في جوفها تتحللّ، من خلال ديناميّة القوى المخفيّة، ومن ثمّ تنمّيها شيئًا فشيئًا وتكثرها، ثم تجعلها تكبر، لا أجد في هذا كلّه أيّ شيء يمكنني فهمه بذكائي؛ لكنّ هذا الجهل يساعدني على تمييزك أنتَ؛ فإذا كنتُ لا أعرف الطبيعة التي وُضعَت في خدمتي، إلاّ أنّني ألتقيكَ بمجرّد أنّ هذه الطبيعة هنا في خدمتي… إن تحوّلت إلى ذاتي، تُظهر لي الخبرة أنّني أجهل ذاتي وأشعر بالإعجاب بكَ في حين أنا غريب بالنسبة إليّ. حتّى لو أنّني لا أستطيع أن أفهمها، لكنّني أختبر حركات نفسي التي تحكم بأنّني مدين لكَ بهذه الخبرة، أنتَ الذي شاركتَني في هذه الطبيعة الحسّاسة التي هي فرحي، حتّى لو كان مصدرها يتخطّى ذكائي. أنا أجهل ذاتي، لكنّني في ذاتي أجدُكَ؛ وعندما أجدُكَ، أعبدُكَ.
maronite readings – rosary.team