الخميس، ١٩ أكتوبر : القدّيس فرنسيس الأسّيزيّ
طوبى للخادم الذي يشكر الربّ على الخيرات كلّها. أمّا ذاك الذي يطالب بحصّة لنفسه، فإنّه يخفي في أعماقه مال الربّ الإله، وما كان يعتقد أنّه يمتلكه، فهو سيُنتزع منه (راجع مت 25: 18 + 28). طوبى للخادم الذي، حين يتلقّى التهاني والتكريم، لا يعتبر نفسه أفضل ممّا هو عليه إن عومل كشخص تافه وبسيط وحقير. لأنّ قيمة الإنسان الحقيقيّة هي قيمته بعينيّ الله. طوبى لرجل الدين الذي لا يستمتع ولا يفرح إلاّ بكلّ ما فعله الربّ، والذي يستخدم ذلك لحمل البشر على محبّة الله بكلّ سعادة… طوبى للخادم الذي لا يتكلّم ليبرز أهميّته، والذي لا يتباهى بقيمته، والذي لا يبدو دائمًا متهافتًا على الكلام، بل يعبّر عن آرائه بحكمة ورصانة. ويل لرجل الدين الذي، بدل الاحتفاظ بالنِعَم التي منحه إيّاه الربّ في قلبه، وبدل جعل الآخرين يستفيدون من أعماله، يكثر من الكلام لإبرازها أمام الناس لإعطاء قيمة لنفسه. هو سيحصل على المكافأة الرخيصة التي كان يريدها، لكن أولئك الذين يصغون إليه لا يحصلون إلاّ على ثمار قليلة… طوبى للخادم الذي يجمع، لكن في السماء (راجع مت 6: 20)، كنز النِعَم التي يقدّمها له الربّ، والذي لا يبحث عن إظهارها للبشر ليعطي قيمة لنفسه؛ فإنّ العليّ بنفسه هو الذي سيظهر أعماله لمَن يشاء. طوبى للخادم الذي يحافظ في قلبه على أسرار الربّ.
maronite readings – rosary.team